اليوم العالمي للسلام.. سوريون انهكتهم الحرب وحرموا السلام لسنوات

تحتفل دول العالم في 21 أيلول من كل عام باليوم الدولي للسلام والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1981، وحددت تاريخه عام 2001، ويهدف لتعزيز قيم السلام بين الأمم، وتدعو الأمم المتحدة كافة الشعوب للالتزام بوقف الأعمال العدائية خلال هذا اليوم.

ما هو مؤشر السلام العالمي..؟

يعتبر مؤشر السلام العالمي محاولة لقياس وضع المسالمة النسبي للدول والمناطق، وهو من إنتاج معهد الاقتصاد والسلام بالتشاور مع فريق دولي من الخبراء والمعاهد ومراكز البحوث، وبالتعاون مع مركز دراسات السلام والنزاعات في جامعة سيدني الاسترالية مع تحليل البيانات من قبل الاستخبارات الاقتصادية.

يعتمد مؤشر السلام العالمي في قوائمه والتي صدرت للمرة الأولى عام 2007 على 24 مؤشراً كمياً وكيفياً ثم جمعها على ثلاث نطاقات رئيسية وهي مستوى الأمن والأمان في المجتمع و الصراع المحلي والعالمي و درجة التزود في القوة العسكرية.

سوريا تتذيل ترتيب مؤشرا السلام العالمي والحرية

تذيلت سوريا خلال السنوات الفائتة ترتيب مؤشر السلام العالمي وكانت ضمن الدول العشر الأقل أماناً والأكثر خطورةً في العالم، وبعدما كان ترتيبها 88 من بين 162 دولة يشملها التصنيف عام 2008 أصبحت في عام 2021 في الترتيب 161 تتلوها اليمن.

وللعام الثاني على التوالي تذيلت سوريا هذا العام الترتيب العالمي لمؤشر الحرية الصادر عن منظمة “فريدوم هاوس” المختصة بإجراء البحوث حول الديمقراطية والحرية السياسية وحقوق الإنسان، وفي تصنيفات مشابهة صنفت سوريا كأخطر دولة بين الدول العربية من حيث معدل الجريمة وفق إحصائية مؤشر الجرائم في العالم عام 2019.

الحرب تقضي على السلام في سوريا

خلال السنوات العشر الفائتة كانت الحربُ تطغي على المشهد في سوريا وكان الخاسر الأكبر هم المدنيين ممن كلفتهم الحرب أرواحهم ومنازلهم ووطنهم فهجرت وقتلت وغيَّبت مئات الآلاف، ولا يزالُ السوريون يبحثون عن السلام ويطالبون به من خلف زنازينهم ومنفاهم وخيمات نزوحهم.

ففي الفترة الممتدة بين آذار 2011 و آذار 2021 وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 227 ألف و 413 مدنياً على أيدي أطراف النزاع في سوريا من بينهم 29 ألف و 457 طفل، و 28 ألف و 458 ألف امرأة.

و من بين القتلى 859 شخص من الكوادر الطبية، و 709 من الكوادر الإعلامية، في حين بلغ أعداد المعتقلين والمختفين قسراً حتى آذار 2021 مالا يقل عن 149 ألف و 361 شخص، و بلغت أعداد الضحايا بسبب التعذيب 14 ألف و 506 أشخاص.

أثر الحرب السورية على الأطفال

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في تقرير أصدرته مع الذكرى التاسعة لاندلاع الحرب في سوريا في آذار 2020 أن 4.8 مليون طفل ولدوا في سوريا منذ بداية النزاع، بينما ولد مليون طفل سوري في دول اللجوء، وتسببت الحرب خلال تلك السنوات بمقتل 5427 طفل وثقتهم المنظمة بين عامي 2014 و 2019 بمعدل مقتل طفل واحد كل عشر ساعات.

ويقول المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “تيد شيبان” أن الحرب أوصلت البلاد إلى حافة الهاوية، وأن العديد من العائلات أخبرته خلال زيارته لسوريا عن إرسال أطفالهم للعمل و دفع فتياتهم للزواج المبكر بسبب الحرب.

كما تشير تقارير الأمم المتحدة أن ثلث الأطفال السوريين حرموا من التعليم جراء الحرب، فيما خسر قسم كبير منهم من الخدمات الصحية، وكان للنزوح أثر كبير على الأطفال السوريين إذ نزح 575 ألف طفل من بيوتهم خلال الفترة الممتدة بين كانون الأول 2019 و آذار 2020.

وفي إحصائيات للشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت فيها مقتل 29 ألف و 457 طفل حتى آذار 2021 على أيدي أطراف النزاع، في حين قتل 180 منهم تحت التعذيب بالإضافة لوجود 4925 طفل في المعتقلات و مغيبين قسراً.

كما أن للحرب السورية أثر بعيد على الأطفال، إذ يعاني أكثر من نصف مليون طفل في سوريا دون سن الخامسة من التقزم نتيجة سوء التغذية المزمن، و تضاعف عدد الأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض الضيق النفسي والاجتماعي، بينما يوجد حوالي 2.4 مليون طفل في سوريا و 750 ألف في دول اللجوء لا يذهبون للمدرسة وذلك بحسب اليونيسف.

اقرأ أيضاً.. الأمن الغذائي في المخيمات شمال سوريا

 

لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]

الصندوق العام

$
المعلومات الشخصية

مبلغ التبرع 25.00$

Secured Payment