مؤتمر التعافي المبكر .. الإستجابة طويلة المدى من آثار الزلزال

نظّمت منظّمة بنفسج بالتنسيق مع آكشن إيد وجامعة حلب الحرّة، مؤتمر " العمل المشترك من أجل التعافي شمال غرب سوريا" في يوم الأربعاء الموافق 31/05/2023، في منطقةِ إعزاز شمال غرب سوريا.

 

وخلال الجلسة الافتتاحيّة تم عرض فيلم وثائقيٍّ قصير يناقش قوّة الشباب والإمكانات التي يتمتّعون بها. تبع ذلك جلسة تضمّنت الحديث عن منهجية المؤتمر والنتائج المتوقّعة منه، وسلسلة من الجلسات الحواريّة، وحلقات النقاش، وورش العمل.

غطى المؤتمر عدِّة مسارات تدعم رؤية الشباب والنساء ودورهم في عمليّة التعافي المحلي، والعمل على تخصيص تمويلٍ للاستجابة لاحتياجاتهم، والحشد والمناصرة الشعبيّة.

كان المؤتمر بمثابة فرصة لخلق بيئاتٍ للتشاور ما بين المجتمعات والفرّق التطوُّعيّة والعاملين في المجال الإنساني، لفهم الوضع الحاليّ للمجتمعات المتضرّرة، ووضع توصياتٍ لتعزيز تعافيهم وقدرتهم على الصمود، واستخدام النتائج للمساهمة في تطوير أنَّشطة التعافي المبكّر والتركيز على أفكار مشاريع سُبل العيش المحتملة، والتي تتناسب مع الوضع والأسواق المحليّة، والمساواة في الوصول إلى الموارد من قِبل الرجال والنساء، والإدماج في تخطيط الاستجابة. 

وتم العمل من خلال مشاركة أصحاب المصلحة الرئيسيّين من عمال إنسانيّين، وقادة مجتمعين وممثّلين عن المجتمع بالنقاش حول الأدوار الأساسيّة، وكيفيّة القيام بها، وربطها بشكل أساسيٍّ مع عمليّات الاستجابة بالشكل الذي يدفع باتّجاه التعافي المبكّر والتعافي المحلي، وقد تم التوصُّل للنقاط التي تم الاتّفاق عليها والمقاطعة فيما بينها بالشكل الذي يضمن تحقيق جميع الأهداف بشكل مشترك. في حين أنَّ مسوَّدة المؤتمر تلخِّص نتائج المشاورات المجتمعيّة التي عُقدت في شمال غرب سوريا، وتُحدّد خطة العمل بخطوات واضـحـة، جنباً إلى جنب مع رســـــالة المُناصـــــرة ورســـــائل ومواد موجهة إلى الحاضرين في مؤتمر بروكسل القادم.

 

 

أن المؤتمر يوفِّر فرصةً رائعة للتطوير من قدرات المجتمع المحلي للوصول لأفضلِ الطرق الممكنةِ في التعافي المُبكّر والتنمية الاقتصاديّة، عبّر مشاركة المجتمع المحلي وأصحاب العلاقة، وتوجيه التمويل والمُناصرة نحو تمكين الشباب والنساء، والذي يأتي على هامش مؤتمر بروكسل

هشام ديراني

المدير التنفيذي لمنظمة بنفسج

أضاف قائلاً: “منذ انطلاقة “بنفسج” وعلى مدار سنوات طويلة من العمل على الأرض، آمنت المنظّمة بدعم وتمكين الشباب من الانطلاق والمشاركة في مختلف ميادين الحياة، الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة. وحملت على عاتقها اكتشاف المواهب والإمكانات وتوظيفها لإحداث التغيير الإيجابي الذي تحتاجه البلاد، مشيراً إلى أنَّ نوادي الشباب التي أنشأتها المنظّمة تتوزّع في مناطق شمال غرب سوريا، وتقدم أندية الشباب في بنفسج دورات تدريبية، ومساحات آمنة، ورفع لكفاءات الشباب، وتطوير لمهاراتهم العملية والتقنية لسوق العمل، وتعزيز دورهم في القيادة المجتمعية.”

ومن جانبه، قال السيد علي حلاق: نأملُ اليوم، بعد هذا المؤتمر، أن نكون سبباً في زيادة ثقافة الشباب، ومناصرَتهم، وتقديم الإرشاد الصحيح لهم، ودعم مشاريعهم الصغيرة. لأنَّ مشاكل الشباب السوري اليوم وتحدِّياته من مشاكل الوطن ككل، وجزء لا يتجزّأ عنه.

ومن الجدير بالذكر هنا، أن الصِراع في سوريا سلب سنوات الشباب من جيلٍ كامل من السوريين، عانوا من تحديات كبيرةٍ جرَّاء النزاع والحروب المستمرّة في البلاد، ممّا أدَّى إلى تراجع النموّ الاقتصادي وارتفاع معدّلات البطالة وزيادة الفقر والتهميش الاجتماعي.

وبعد كارثة الزلزال، التي حلَّت في 6 فبراير، أدرَكت المنظمات الإنسانيّة وجود تحدِّيات كبيرة للاستجابة للزلزال، وخاصّةً بعد الاستجابة المحليّة من قبل سكان المنطقة للأفراد المتأثّرين، وعدم وجود تنسيق بين المجتمع والمنظّمات الإنسانيّة الدوليّة والمحليّة للتخطيط المتوسّط والطويل المدى للاستجابة للكارثة.

قد شكل المؤتمر تتويجاً لعملية استعراض ونقاش طويلة تناولت الوضع الراهن لآلية التعافي المبكر في شمال غرب سوريا. سبق المؤتمر قيام بنفسج بسلسلةٍ من المشاورات المجتمعيّة مع شريحة متنوعة من المجتمعات المتضرّرة من الأزمات في شمال غرب سوريا من ممثلين عن المنظمات والجامعات والهيئات المحلية والمراكز المعنية بالشباب والنساء والعاملين في المجال الإنساني وأصحاب المصلحة الآخرين.