حملة ال 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة في اعزاز
تعتبر مناهضة العنف ضد المرأة واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في عصرنا الحالي، حيث يتعرض الكثيرون من النساء حول العالم إلى أشكال متعددة من العنف الجسدي والنفسي والاقتصادي والجنسي بشكل يومي.
وفي هذا السياق، تأتي حملة ال 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة كوسيلة قوية للتعبير عن التضامن والدعم للنساء اللاتي يعانين من هذه الظاهرة الهمجية.
تجمع هذه الحملة بين منظمات المجتمع المدني والنشطاء والجهات الحكومية في جميع أنحاء العالم بهدف نشر الوعي حول هذا التحدي الاجتماعي والعمل على القضاء عليه.
ماهي حملة ال 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة ؟
حملة دولية سنوية تمتد على مدى 16 يوماً من النشاط، لمواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي – مناهضة العنف ضد المرأة – تمتد ما بين 25 تشرين الثاني (بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات) و 10 كانون الأول (اليوم الدولي لحقوق الإنسان) للتأكيد من خلال ربط ذكرى المناسبتين مع بعضهما، أن العنف ضد النساء والفتيات يشكل انتهاكاً واضحاً وصريحاً لحقوق الإنسان.
كما تحمل الحملة أيضاَ تواريخاً مهمة مثل؛ اليوم الدولي للمدافعين عن حقوق الإنسان (29 تشرين الثاني)، اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة (3 كانون الأول)، اليوم العالمي للإيدز (1 كانون الأول)، وذكرى مذبحة مونتريال الذي يصادف 6 كانون الأول.
تم تنظيم الحملة كجزء من جهود استراتيجية من قبل الأفراد والجماعات في جميع أنحاء العالم لمناهضة العنف العنف ضد المرأة الموجه ضد النساء والفتيات من خلال:
- زيادة الوعي بشأن العنف القائم على النوع الاجتماعي، بوصفه أحد قضايا حقوق الإنسان على الصعيد الوطني، المحلي، الإقليمي والدولي.
- تعزيز العمل المحلي حول العنف ضد النساء والفتيات لوضع حد للعنف الممارس ضدهنّ.
- تحدي السياسات والممارسات التي تسمح بأن تكون النساء ضحايا أو مستهدفات لأعمال العنف.
- إظهار تضامن النساء حول العالم المنظم ضد العنف على المرأة.
- إيجاد أدوات للضغط على الحكومات لتنفيذ الوعود التي قطعتها للقضاء على العنف ضد المرأة.
اقرأ أيضاً.. اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
مناهضة العنف ضد المرأة؛ لنكن حلفاء في مشاركة وتمكين النساء والفتيات!
شهد عام 2021 ارتفاعاً حاداً في انتشار حوادث العنف القائم على النوع الاجتماعي الممارس ضد النساء والفتيات، كنتيجة للحجر الصحي الممتد وتدابير التباعد الاجتماعي، ما زاد من التوتر الأسري والتعايش القسري في أماكن العيش الضيقة، بالإضافة إلى حوادث العنف المنزلي والإساءة العاطفية والعنف الرقمي (الممارس على وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت) والحرمان من الموارد والخدمات للعائلات المحتاجة.
وأشارت التقارير إلى أنه بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، وفقدان الدخل أو انخفاضه بسبب التدابير الوقائية لوباء كوفيد-19 والبقاء في المنزل، قد ساهم في زيادة حوادث عنف الشريك (الجسدي والجنسي والعاطفي)، ما أسفر ذلك في بعض الحالات إلى محاولات الانتحار، خاصة بين الفتيات القصر الذين تم تزويجهن مبكراً وقسراً من قبل أسرهن وبين النساء اللواتي يتعرضن للإساءة، بالإضافة إلى انتشار الإدمان بين النساء واليافعين على الحبوب المخدرة والمهدئات الأخرى.
اقرأ أيضاً.. النساء السوريات في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
تهدف حملة “لنكن حلفاء في مشاركة وتمكين النساء والفتيات”، والممتدة على مدى 16 يوم من النشاط، إلى رفع الوعي ونشر المعرفة حول العنف القائم على النوع الاجتماعي بين أعضاء المجتمع والعمال الإنسانيين.
كما تهدف الحملة إلى تشجيع الناجيات على التواصل مع مقدمي الخدمات المختصة سواء بشكل شخصي أو عبر الانترنت. بالإضافة إلى ذلك تشدد الحملة على دور كل شخص وجميع العمال الإنسانيين في تقديم الدعم للناجيات وتعزيز الإحالات بين عمال العنف القائم على النوع الاجتماعي والقطاعات الأخرى.
بالإضافة إلى تعزيز الرعاية الذاتية الخاصة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي وإظهار التضامن مع الزملاء العاملين في ذات المجال، كما تشجع جميع أفراد المجتمع على أن يكونوا حليفاً داعماً للنساء والفتيات.
شملت الحملة فعاليات مختلفة قبل بدء الحملة تمهيداً وتعريفاً بالحملة وأنشطتها، مثل الزيارات المنزلية وإعداد الحلويات وخبزها بالإضافة إلى صنع اللفحات الصوفية.
16 يوماً من الأنشطة والفعاليات المختلفة:
شارك فريق الشابات في مركز اعزاز بمنظمة بنفسج بحملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، عبر تقديم الفعاليات والأنشطة المختلفة لسيدات المجتمع.
بدأت أنشطة الفريق بعرض فيديوهات تعريفية حول الحملة في المستوصف ومشفى الأمل، وتضمنت جلسات توعوية لرفع وعي النساء والفتيات حول العنف الممارس ضد المرأة، كما تم تنفيذ عرض صامت للحديث حول واقع الفتيات عبر لوحات وعروض تمثيلية صامتة، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية والتي تضمنت ألعاب الذكاء والشطرنج ورسم الجداريات ونشاط الحكواتية وتحضير الحلويات.
كما نُفّذ نشاطاً توعياً حول لائحة مسؤولي التواصل للموظفين غير المتخصصين. واختتمت الفعالية بمعرض تحت عنوان “معرض الإبداع”، شاركت فيه السيدات أعمالهن اليدوية المختلفة بالإضافة إلى وجود زوايا خاصة للشعر والرسم، وتضمّن المعرض نشاطاً خاصاً للموظفين والموظفات تكريماً لجهودهم.
مسرحية غربتي.. نموذجاً يحاكي الواقع:
مسرحية غربتي، وهي إحدى المسرحيات التي قدمتها مجموعة من الفتيات، تمثل مثالًا حيًا على الجهود المبذولة في مناهضة العنف ضد المرأة. تدور قصة المسرحية حول فتاة نازحة توفي أحد أفراد أسرتها، وعانت من مشاكل عاطفية ما دفعها للإدمان على الإنترنت. وتواجه الفتاة مشاكل في التعافي والاندماج والتعلم، بلغة بسيطة محكية. ولحق بالعرض إجراء نقاشات حول المشكلة مع الاستماع إلى الحلول من وجهة نظر المستفيدات.
عاني النساء السوريات منذ عشر سنوات للآن من مشاكل وأزمات ألقيت على عاتقهن وأثقلت كاهلهن، وواجهن الخطر والعنف عبر القصف المتكرر وتهديد حياتهن وتهجيرهن إلى وجه غير معلومة أحياناً، وإلى مخيمات تخرق خصوصيتها أحياناً أخرى، وباتت الكثيرات يعانين من انعدام فرص العمل وتأمين حاجياتهن لا سيما مع فقد الزوج أو المعيل.
وفي ظل تلك الأوضاع الراهنة، تعاني الفتيات من خطر التزويج المبكر، وهو ما يجعل الفتيات أكثر عرضة للمشاكل والابتعاد عن حقوقهن الأساسية كإكمال تعليمهن.
رغم المخاطر والتهديدات التي تواجه المرأة السورية لم يتخذ المجتمع الدولي ولا منظمات حقوق المرأة والإنسان أيّة خطوات عملية وصريحة لإيقاف العنف الممارس ضد النساء الممارس من قبل قوات نظام الأسد وحلفائه الروس.
الأسئلة الشائعة حول مناهضة العنف ضد المرأة
كيف نقضي على العنف ضد المرأة؟
للقضاء على العنف ضد المرأة، يجب أن تتضمن الجهود المتعددة توعية المجتمع بأخطار العنف وتعزيز الثقافة الاحترامية والمساواة بين الجنسين. ينبغي أن تكون هناك سياسات حكومية فعّالة تحمي حقوق المرأة وتعاقب المعتدين. يمكن أن تشمل الجهود أيضًا تقديم دعم ومأوى آمن للنساء المعنفات وتوفير خدمات نفسية وقانونية لضحايا العنف.
لماذا يجب تجنب العنف ضد المرأة؟
يجب تجنب العنف ضد المرأة لأسباب أخلاقية وقانونية واجتماعية. من الناحية الأخلاقية، فإن العنف ينتهك حقوق الإنسان الأساسية ويتسبب في آلام ومعاناة كبيرة للنساء. من الناحية القانونية، تُعتبر العديد من أشكال العنف ضد المرأة جرائم وتعاقب قانونيًا. ومن الناحية الاجتماعية، يؤدي العنف إلى تفكك المجتمعات وتأثير سلبي على الأسر والأطفال.
ما موقف الإسلام من العنف نحو المرأة؟
الإسلام يشدد على حقوق المرأة ويمنع العنف ضدها. الدين الإسلامي يعتبر المرأة شريكًا في الإنسانية ويؤكد على معاملتها بالاحترام والعدالة. يُحث المسلمون على معالجة النساء بلطف ومحبة وعدم التسبب في أذى لهن. العنف ضد المرأة يعتبر مخالفًا لتعاليم الإسلام.
كيف أتعامل مع المرأة المعنفة؟
عند التعامل مع المرأة المعنفة، يجب أن يتم التصرف بحساسية واحترام. يمكن القيام بالخطوات التالية:
- الاستماع بعناية لتجاربها وضغوطها.
- تقديم الدعم النفسي والعاطفي لها.
- تشجيعها على البحث عن مأوى آمن إذا كان ذلك ضروريًا.
- تقديم المشورة حول الخيارات المتاحة للمساعدة القانونية والاجتماعية.
- عدم الوصاية على قراراتها، بل تقديم الدعم لها لاتخاذ القرارات الخاصة بها.
لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]