جبل الزاوية.. حضور الموت وغصّة العيد
عندما يصبحُ العرسُ مأتماً واجتماعُ العيد خيمةَ عزاء، وعندما تلبسُ الطفلةُ ثوبها المخصص للعيدِ بعد وفاتها ليكون كفنها لتلاقي ربها بثوب العيد، وعندما يسرق القاتلُ فرحة مئات الأطفال ممن ينتظرون العيد بفارغ الصبر فاعلم أن القهر والألم بلغ ذروته.
لم يحمل العيد سعادةً للأطفال في جبل الزاوية، بل جاء لهم بالقتل والإصابة، والخوف المستمر من أي قذيفة غادرة تحول جسدهم إلى أشلاء، فالعيدُ هذا سرق منهم 8 شهداء بينهم 4 أطفال وامرأة، وأصيب جراء قصف نظام الأسد وروسيا خلال أيام العيد 27 مدنياً بينهم 7 أطفال وامرأتين.
كيف مرّ عيد الأضحى على جبل الزاوية؟!
ارتكبت قوات النظام وروسيا مجزرةً في “ابلين” ثالث أيام عيد الأضحى المبارك فجر الخميس 22 تموز/يوليو، راح ضحيتها 7 مدنيين بينهم 4 أطفال، وأصيب 7 آخرين بينهم طفلتان، وذلك بعد استهداف منزل سكني بالقذائف الموجهة ليزرياً.
وفي أول أيام العيد، تم استهداف سيارة مدنية على طريق بلدة “بداما” غرب إدلب، ما أسفر عن مقتل عامل في المجال الإنساني وإصابة 19 آخرين بينهم 5 أطفال.
وبالإجمال، كان عيد الأضحى دامياً على شمال غرب سوريا إذ خلف قصف النظام وروسيا في الفترة الممتدة 15 وحتى 22 تموز الجاري 32 قتيلاً بينهم 15 طفلاً و 6 نساء، كما أصيب جراء القصف المستمر 65 مدني من ضمنهم 24 طفل.
احسم، عندما يتحول العرسُ إلى مأتم..
يصرُ نظام الأسد على أن يحولَ أفراح السوريين إلى أتراح، وأعيادهم إلى مآتم، كما حول فرحة في احسم إلى حزن وعيدهم القادم إلى غصةٍ وآهات بعد استهداف منزل العروسين أثناء اجتماع الأهل للمباركة.
بعد منتصف ليل الأحد 18 تموز/يوليو كانت قذيفة روسية كفيلة بأن تقلب بهجة العرس و مشاعر المباركين إلى حرقة و ألم، وانتظار العروسين الطويل لزفافهما إلى فراق، وذلك بمجزرة شنيعة راح ضحيتها 7 مدنيين بينهم 4 أطفال و 3 نساء، و إصابة 9 آخرون بينهم 4 أطفال و 3 نساء.
وبعد بأيام، تداول ناشطون مقطعاً مصوراً يظهر والد الطفلات الأربعة “خديجة و إيمان و تسنيم و آية” واللاتي رحن ضحية المجزرة وهو يقوم بتلبيس ابنته آية واللاتي استشهدت متأثرة بجراحها ثوبها الجديد، والذي يفترض أن تلبسه في صباح عيد الأضحى المبارك، لكن نظام الأسد أبى إلا وأن يسرق منها فرحة العيد.
جبل الزاوية، مجزرةٌ تتلوها مجزرة..
قصفت قوات النظام وروسيا صباح السبت 17 تموز/يوليو بالقذائف الموجهة بالليزر الأحياء السكنية في بلدة “سرجة” جنوب إدلب، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين بينهم الإعلامي في الدفاع المدني “همام العاصي” و3 أطفال أشقاء وامرأة، كما أصيب 6 مدنيين بينهم طفلة و عنصران في الدفاع المدني.
ولليوم تستمر قوات النظام تصعيدها باستهداف المدنيين بشكل مباشر في قرى جبل الزاوية ومناطق خفض التصعيد، وتستمر بارتكاب أبشع المجازر بحقهم والتي بلغت 7 مجازر راح ضحيتها 48 مدني وأصيب 45 آخرون.
وبحسب مصادر محلية بلغت أعداد ضحايا القصف منذ بداية التصعيد في حزيران وحتى 21 تموز/يوليو الجاري 83 مدنياً بينهم 24 طفل و16 امرأة، وبلغ أعداد المصابين 210 أشخاص بينهم 50 طفلاً.