أوضاع التعليم والقطاع التعليمي في المخيمات السورية

أدت الحرب الدائرة في سوريا منذ عشر سنوات إلى خراب كبير في القطاع التعليمي خاصةً في المناطق التي تحتوي على مخيمات النازحين في شمال غرب سوريا والتي تعتبر تجمعاً بشرياً ذا كثافة سكانية عالية إذ يقدر عدد النازحين في المخيمات ب 1.6 مليون نسمة.
وازدادت أحوال القطاع التعليمي سوءاً مع ارتفاع موجات النزوح في السنوات الأخيرة و عدم استيعاب المدارس القريبة من المخيمات لأعداد الطلاب المتزايدة حيث أن معظم المدارس باتت تعمل لفترات عديدة، في حين أن غالبية المخيمات بدون تعليم.
خسائر القطاع التعليمي في سوريا
لا يزال الأطفال السوريون يدفعون ثمن الصراع بخسارتهم حقهم في التعليم، إذ أن القطاع التعليمي كان من أكبر الخاسرين والمستهدفين خلال حرب النظام وميليشياته ضد المدنيين في سوريا، فكانت المدارس والمراكز التعليمية وحتى رياض الأطفال هدفاً للقصف والذي تسبب بتدمير أكثر من أربعة آلاف مدرسة بشكل كلي أو جزئي منذ منتصف عام 2011.
و تقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” عدد الأطفال خارج مقاعد الدراسة في سوريا بنحو 3.2 مليون طفل، وأن حالة المدارس في سوريا وصلت إلى عدم صلاحية مدرسة من بين 3 مدارس، وذلك بعد تدمير المدارس أو استخدامها لأغراض عسكرية أو لإيواء النازحين، في حين يواجه 1.3 مليون طفل سوري خطر التسرب من المقاعد الدراسية.
القطاع التعليمي في مخيمات النازحين
تعاني مخيمات النازحين والبالغ عددها قرابة 1489 مخيماً يأوي 1.6 مليون نسمة من بينهم أكثر من 680 ألف طفل من تفاقم في سوء أوضاع القطاع التعليمي نظراً لازدياد أعداد الأطفال ضمن العمر الدراسي و عدم توفر المراكز التعليمية و المدراس الكافية لهؤلاء الأطفال عدا عن قلة الدعم المخصص للقطاع التعليمي.
وأظهرت “وحدة تنسيق الدعم” في تقرير بعنوان “المدارس في مخيمات الشمال السوري” صدر في 10 حزيران/يونيو 2021 حجم المعاناة والضعف الذي يعيشه القطاع التعليمي في مخيمات الشمال السوري، وجاء في التقرير والذي غطى جميع مخيمات الشمال السوري أن 175 مخيماً فقط يتواجد بها مدارس، في حين أن 1127 مخيماً أو موقعاً للنازحين لم تتواجد بها مدارس، وبلغ عدد الطلاب في مدارس المخيمات التي شملتها الدراسة 64 ألف و 219 طالباً وطالبة.
وحول هيكلية المدارس في مخيمات النازحين أظهر التقرير أن 30% من المدارس التي شملتها الدراسة هي عبارة عن خيمة أو أكثر، بينما 19% هي غرف مسبقة الصنع أو كرفانات، في حين كانت 14% من المدارس في المخيمات عبارة عن غرف اسمنتية بسقف اسمنتي و 6% غرف اسمنتية بسقف توتياء و 4% غرف اسمنتية مغطاة بعازل مطري بينما تواجد 10% بناء مدرسي نظامي و 8% صيوانات كبيرة و مدرستان بغرف طينية و مدرسة واحدة بناء طابقي تم تحويله لمدرسة.
وتتفاوت التجهيزات في تلك المراكز التعليمية والمدارس حيث شهر أن 92% من المدارس التي شملتها الدراسة تحتوي على مقاعد و 8% لا تحتوي حيث يضطر الطلاب للجلوس على الأرض، كما تحتاج 62% من المدارس في المخيمات لوسائل التدفئة و 60% منها يحتاج لألواح مدرسية.
حول قائمة أولويات حاجة المدارس تصدرت الحاجة لوسائل التدفئة القسم الأكبر من مدارس المخيمات، وفي المرتبة الثانية جاءت الحاجة إلى الكتب والقرطاسية، بالإضافة إلى الحاجة لتوفير الرواتب للكوادر التدريسية، ومؤخراً ظهرت الحاجة لتوفير مواد الوقاية من فيروس كورونا ضمن مدارس المخيمات، وتوفير مستلزمات التعليم عن بعد مثل باقات الانترنت و الأجهزة الالكترونية.
مبادرات منظمة بنفسج لدعم التعليم
تسعى منظمة بنفسج في شمال غرب سوريا خاصةً مخيمات النازحين إلى دعم التعليم للأطفال و السعي لتأمين المستلزمات والاحتياجات في هذا القطاع عن طريق عدة مبادرات ومشاريع منها تقديم الدعم ل 5133 معلم في المدارس ودعم الكوادر التعليمية بتعويضات شهرية و حقائب تعليمية وتأمين تدريب للمعلمين ورفع كفاءتهم.
كما أطلقت منظمة بنفسج مشروع بدعم من ” ايكو ” المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية، والذي انشأت فيه مراكز للتعليم المؤقت في 6 مخيمات حيث يحتوي المركز الواحد على 8 خيام جهزت لتكون غرفة صيفية للأطفال، وفي مشروع مشابه حمل اسم “دانيدا” جهزت فرق بنفسج 4 باصات في 4 مخيمات لتكون مدارس متنقلة لتكون مراكز تعليمية لتقدم أنشطة حماية وتعليم.
اقرأ أيضاً.. مبادرة جديدة لدعم التعليم في الشمال السوري

وبشكل شهري تدعم بنفسج المدارس بالمصاريف التشغيلية بالإضافة لتأمين الاحتياجات الشتوية للمدارس من مدافئ ووقود عدا عن تزويد المدارس باحتياجات الأمن و السلامة مثل مطافئ الحريق و حقائب الاسعاف، بالإضافة لتقديم حقائب مدرسية و قرطاسية لأكثر من 60 ألف طفل.
وفي ظل جائحة كورونا “كوفيد-19” سعت منظمة بنفسج للحفاظ على صحة وسلامة الطلاب عن طريق عدة أنشطة منها تعقيم المدارس والمراكز التعليمية، بالإضافة لتقديم مواد الوقاية والحماية الشخصية للطلاب والكوادر التعليمية، و يخضع التلاميذ والمعلمين والأهالي لجلسات توعوية حول مخاطر فيروس كورونا.
(1) اليونسيف
(2) وحدة تنسيق الدعم
لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]