اليوم العالمي لحقوق الإنسان
في اليوم العالمي لحقوق الإنسان آلاف الضحايا السوريين بانتظار من ينصفهم
لم يجد ضحايا الحرب في سوريا حتى اليوم العدالة ورد الحقوق، والقاتلُ الذي حاربهم بالحديد والنار لم يلقَ المساءلة القانونية عن كل ما عاث في سوريا من قتل وتدمير وتهجير، ويمرُ يوم حقوق الإنسان الواحد تلو الآخر على السوريين المنكوبين فيستبشرون خيراً ويشتعلون حيرةً، هل سنجد من ينصفنا ويرفع الظلم عنا؟
ما هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان؟
يحتفل العالم سنوياً في العاشر من كانون الأول/ديسمبر بيوم حقوق الإنسان تزامناً مع اليوم الذي تبنت به الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948 والذي يتضمن عدداً من المواد التي تحدد حقوق الإنسان والحريات الأساسية التي يجب أن يتمتع بها كل فرد في العالم.
واختارت الأمم المتحدة وسماً لاحتفالية عام 2021 والذي حمل عنوان “الحد من التفاوتات والدفع قدماً بأعمال حقوق الإنسان” وذلك لتسليط الضوء على مبدأي المساواة وعدم التمييز وعلى المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تبدأ بـ “يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق”
ويضم يوم حقوق الإنسان عدة فعاليات ومؤتمرات سياسية واجتماعات، وهو اليوم التقليدي لإعلان جائزة الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، بالإضافة لجائزة نوبل للسلام، عدا عن العديد من الحملات والاحتفالات التي تقيمها المنظمات الحقوقية والنشطاء المعنيين بحقوق الإنسان.
على ما تركزت بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعدما صاغه ممثلون من مختلف الخلفيات القانونية والثقافية من جميع أنحاء العالم، وتعتبر بنود ذلك الإعلان المعيار المشترك الذي يجب أن تستهدفه كافة دول العالم التي تحدد حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالمياً.
وركزت مواد الإعلان الثلاثون على حرية الإنسان وكرامته والحفاظ على حقوقه، وفي المادة الخامسة تحدث عن أن لا يجوز إخضاع الإنسان للتعذيب والعقوبات القاسية، بينما في سوريا قتل أكثر من 14 ألف شخص بسبب التعذيب خلال عشر سنوات من الحرب، وجاء في المادة التاسعة “لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً” في حين يعتقل نظام الأسد الآلاف وهجر الملايين من شعبه تعسفاً.
وتضمنت مواد الإعلان حقوق الإنسان القانونية والمساواة في التمتع بالقانون وحق اللجوء إلى المحاكم الوطنية، والحفاظ على الحياة الخاصة للمواطنين وضمان حقوقهم في الهجرة والإقامة والتمتع بجنسية ما وعدم حرمانه من جنسيته أو تغييرها، عدا عن الحفاظ عن حرييات الرأي والفكر والتعبير والمشاركة في الشؤون العامة لبلده.
حقوق الإنسان والحربُ في سوريا
لم تخفَ على العالم بجمعه كل الفظائع وجرائم الحرب التي عاشتها سوريا منذ أكثر من عشر سنوات وإلى اليوم بفعل هجمات قوات النظام على الشعب الأعزل المطالب بحقوقه كإنسان تلك المطالب التي جاءت جميعها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كالحريةِ والكرامةِ والمساواة والعدل.
وبحسب احصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان كلفت الحرب في سوريا حياة 228 ألف مدنياً منذ آذار 2011 وحتى أيلول 2021، ويقع على عاتق قوات جيش النظام مقتل أكثر من 200 ألف مدني من أولئك الضحايا، في حين من بين هؤلاء الضحايا هناك ما يقارب 29 ألف امرأة و 30 ألف طفل قتلوا منذ آذار 2011 وحتى تشرين الثاني 2021.
ليس عند هذا القدر وحسب تصنف الانتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا، فالكثيرُ لم يذكر بعد، ومآسي الملايين أعظم من أن تحتويها التقارير، ومن الانتهاكات الأخرى أكبر أزمة هجرة قسرية تشهدها العالم حيث أن الملايين هجروا داخل وخارج البلاد، عدا عن تجنيد الأطفال وحرمانهم حق التعليم والقيود المدنية والمواطنة والمسكن والرعاية الطبية.
ويأمل المستضعفون والنازحون إلى مخيمات اللجوء في شمال غرب سوريا ودول الجوار أن يجدوا من ينصفهم ويستعيد لهم حقوقهم المسلوبة من ممتلكات وحريات وحقوق كثيرة بعدما هجروا قسراً تحت وطأة القصف وفقد الكثير منهم المسكن وأرواح أولادهم وذويهم، وفي أقبية المعتقلات التي تديرها قوات النظام هناك صرخاتٌ تصل عنان السماء وتأمل أن تجد من يغيثها ويرفع الظلم عنها ويخرجها من زنازين الموت تلك.
لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]