كيوم القيامة .. ذكريات الكيماوي في سوريا

في مثل هذا اليوم، وقبل ثمانِ سنوات بدأت مأساة الكيماوي في سوريا، حيثوقعت أبشعُ المجازر في تاريخ سوريا المعاصر على أيدي نظام الأسد، المئات ضاقت بهم الأرض بما رحبت حتى صعدت روحهم إلى السماء، ولم تعد رئتيهم تجد الهواء لتستنشق غازَ السارين القاتل، فالأسدُ حاربهم حتى بذرات الأوكسجين.

وقعت مجزرةُ الكيماوي في سوريا في  منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق في الحادي والعشرين من آب/أغسطس عام 2013، وراح ضحيةُ تلك المجزر 1400 شهيد تم توثيق أسماءَ 1114 شخص، ووثقت شبكات حقوقية إصابةُ 6 آلاف و210 أشخاص بحالات اختناق.

نُفذَ هجومُ الكيماوي في سوريا في وقت السحر، حيثُ أن درجات الحرارة تنخفض في ذلك الوقت، وتكون حركة الهواء نحو الأسفل، وذلك لتضمن قوات النظام مقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص بعد استنشاق غاز السارين والذي أطلق عبر صواريخ أرض أرض، بحسب تحقيق لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة والذي صدر في 16 أيلول 2013.

بدأت هجمات الكيماوي في سوريا على بلدات “زملكا” و “عين ترما” و “عربين” و “كفربطنا” في غوطة دمشق الشرقية، و بلدة “معضمية الشام” غرباً عند الساعة الثانية والنصف فجراً، عن طريق قذائف محملة بالسارين أطلقتها قوات النظام المتمركزة على جبل قاسيون، وقالت منظمة “هيومان رايتس ووتش” أن قوات النظام مسؤولة عن تلك الهجمات وأنها استخدمت غازاً ساماً، وذلك بعد تحليل البقايا والنظر في أقوال الشهود والسجلات الطبية.

الكيماوي في سوريا كم مرة هاجمت قوات النظام المدنيين بالسلاح الكيمائي؟

هاجمت قوات النظام البلدات والمدن السورية بسلاحها الكيميائي 222 مرة في الفترة الممتدة بين 23 كانون الأول 2012 و 5 آب 2020 وكانت أكثر السنوات التي استخدم فيها النظام سلاحه الكيميائي عامي “2014” و “2015”  إذ شهد عام 2014 تنفيذ قوات النظام 63 هجمة بالسلاح الكيميائي، في حين استخدمه 70 مرة في عام 2015.

وأكثر المحافظات تعرضاً لهجمات قوات النظام بالسلاح الكيميائي كانت محافظة ريف دمشق إذ تعرضت لتلك الهجمات 71 مرة، تتلوها محافظة إدلب ب 45 هجمة من ثم محافظة دمشق ب 31 هجمة و محافظة حلب ب 31 هجمة و محافظة حماة ب 30 هجمة.

 

اقرأ أيضً: 6 أشهر مرت على الزلزال؛ كيف استجابت بنفسج للكارثة..

كيف أثرت هجمات الكيماوي في سوريا على النساء والأطفال

الفئة الأكبر من المدنيين التي تعرضت لهجوم الكيماوي في سوريا هي الأطفال والنساء في مجازر قوات النظام و هجماته الكيميائية والتي خلفت عشرات الضحايا منهم مثل مجزرة الكيماوي في خان شيخون التي وقعت في نيسان 2017 وراح ضحيتها ما يقارب 100 مدني بينهم 31 طفل، بالإضافة لهجمات الكيميائي على دوما في آذار 2018 والتي راح ضحيتها العشرات بينهم 10 أطفال و 15 سيدة.

 

بالإضافة لذلك، فإن للأسلحة الكيميائية أثر بعيد المدى على الأشخاص المعرضين له خاصةً فئة الأطفال والنساء، حيث تسبب بعض الغازات السامة مثل “غاز الخردل” حالات فقدان البصر وتأثير على نمو العظام وإنتاج الدم، و “غاز الأعصاب” الذي يسبب شللاً للمصابين، في حين تظهر على الأجنة ممن تعرضت أمهاتهم للغازات الكيميائية طفرات و تشوهات خلقية على المدى البعيد.

 

الأسئلة الشائعة حول الكيمياوي في سوريا

ما هي الغازات الكيميائية التي استخدمتها قوات النظام السوري في هجماتها على المدنيين؟

استخدمت قوات النظام السوري غالبًا غاز السارين في هجماتها على المدنيين في سوريا.

هل تم تحقيق عدالة دولية لمسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوي في سوريا؟

لا يزال هناك تحقيقات دولية جارية حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. قد تم تشكيل لجان تحقيق خاصة من قبل الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى للبحث في هذه القضايا وتحديد المسؤولين.

كيف تأثرت المجتمعات المحلية في المناطق التي تعرضت لهجمات الكيماوي في سوريا؟

المجتمعات المحلية في المناطق التي تعرضت لهجمات الكيماوي في سوريا تأثرت بشكل كبير، حيث تعرض السكان المدنيين لخسائر فادحة بسبب الإصابات والوفيات. كما أن هذه الهجمات تسببت في نزوح السكان وتدمير البنية التحتية والمرافق العامة.

هل هناك منظمات دولية تعمل على مساعدة ضحايا الهجمات الكيماوي في سوريا؟

نعم، هناك منظمات دولية تعمل على مساعدة ضحايا الهجمات الكيميائية في سوريا. منها منظمات إنسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأطباء بلا حدود التي تقدم الرعاية الطبية والإغاثة للمصابين و منظمة بنفسج.

ما هي الإجراءات التي اتخذتها المجتمع الدولي لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاعات المسلحة؟

المجتمع الدولي اتخذ عدة إجراءات لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاعات المسلحة، منها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية (CWC) التي تم توقيعها في عام 1993 ودخلت حيز التنفيذ في عام 1997. تلزم هذه الاتفاقية الدول بعدم تطوير ولا استخدام ولا تخزين الأسلحة الكيميائية. وتقوم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) بالإشراف على تنفيذ هذه الاتفاقية والتحقق من امتثال الدول بها.

لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]