محمد قصة نجاح من فريق الإسعاف

كان لفريق الإسعاف أثر جليّ على حياة محمد، الذي يعمل حالياً منسق لبرنامج الطوارئ ومدرب في مجال القيادة وإدارة الكوارث في منظمة بنفسج. 

يبلغ محمد من العمر 26 عاماً، درس العلوم المالية والإدارية وشارك في نشاطات تطوعية مختلفة، كان محمد من أوائل المشاركين ببرنامج تنمية مهارات الشباب الذي أقامته منظمة بنفسج بداية عام 2016، خضع خلال البرنامج لدورات عديدة منها دورات الإسعاف وإدارة الكوارث وحماية الطفل، بالإضافة إلى تدريبات مهارات التواصل والقيادة وتدريبات إدارة المشاريع إعداد المدربين. 

 

من عضو فريق إلى منسق برنامج الطوارئ: 

بعد خضوعه لتدريبات عديدة انضم محمد إلى فريق الطوارئ وبدأ العمل كعضو فريق، شارك في الأحداث الطارئة الحاصلة في ذاك الوقت، بالإضافة إلى مشاركته في دعم المبادرات المجتمعية وتعزيز دور الشباب في المجتمع. 

لكن طموح محمد دفعه للتقدم والتطور فانتقل من كونه عضو إلى قائد فريق، واستمر بذلك 3 سنوات شارك من خلالها في جميع الاستجابات للمهجرين من مناطق متعددة وتقديم الاحتياجات لهم، ليشغل بعد ذلك منصب منسق الفرق الميدانية ، ثم منسقاً لبرنامج الطوارئ ومدرباً في مجال القيادة وإدارة الكوارث. 

عمل محمد أيضاً بالتدريب لتطوير مهارات المتطوعين الجدد في مجال الإسعاف وتنمية مهارات الشباب في المجتمع، فقدم تدريبات عديدة أهمها: 

  • تدريبات الإسعافات الأولية: والتي تشمل الحماية وخطوات التصرف الصحيح وتقديم الخدمات الإسعافية. 
  • تدريبات إدارة الكوارث: وتشمل تحديد المخاطر، التأهب، الاستعداد والاستجابة للكوارث. 
  • مهارات القيادة: تشمل مفهوم القيادة والقائد والمهارات القيادة والتعامل مع الفرق.

كما قدم محمد تدريبات أخرى كالتدريبات الأساسية والتي كانت متزامنة مع افتتاح مراكز الإسعاف في كل من جسر الشغور والدانا والباب، بالإضافة إلى تدريبات متنوعة قدمها لطلاب جامعة إدلب.

 

رغم المخاطر.. يسرع لإنقاذ أرواح الآخرين: 

يخبرنا محمد عن تجربته في إنقاذ حياة الآخرين: “في إحدى الاستجابات التي شاركت بها، كنا نحاول إخلاء العائلات من تحت القصف وأصوات القذائف التي لا تتوقف، وبالكاد نستطيع سماع صوت اللاسلكي وهو يقول “طفوا إنارة السيارة، الطيران الحربي ينفذ على المشاهدة” توتر ممزوج بالخوف يعتلي وجه الفريق، أصوات القصف مستمرة وعلينا التحرك لإنقاذ الآخرين، أثناء تقدمنا توقفت السيارة فجأة ويبدو أننا سقطنا في حفرة كبيرة، واللاسكي يخبرنا مرة أخرى: “مكان التنفيذ أخلي، الحربي رجع بالتنفيذ” علينا أن نتحرك غادرنا السيارة وسرنا مشياً على الأقدام لمساعدة الآخرين، جموع من الناس الهائمين دون وجهة أو مكان يكاد يحملون ما تبقى من ذكريات البيوت ومنهم من يمشي دون ذكريات.. نقلنا العائلات إلى السيارة لنقلهم إلى مناطق ربما أكثر أمناً، أخبرتنا إحدى السيدات وهي تبكي: “محمد … سعاد …ابني البكر ومرتو استشهدوا وضلوا الأولاد وأنا يا ابني ما بعرف شو ساوي” الجميع لا يتكلم، أصوات القذائف ودموع المهجرين هي المسموعة فقط طوال الطريق.. بعد ذلك نقلنا العائلات إلى المركز ووفرنا لهم أهم الاحتياجات الأساسية.” 

أثر العمل في فريق الإسعاف على حياة محمد كثيراً، فصار قادراً على تحمل المسؤولية بشكل أكبر ومواجهة الصعوبات، كما بات يملك رسالة واضحة وأهداف سامية يسعى لتحقيقها. 

 

فريق الإسعاف في بنفسج: 

بدأ عمل قسم الإسعاف في عام 2016 ضمن مدينة إدلب مع ازدياد الحاجة إلى خدمات الإسعاف في الشمال السوري نتيجة ازدياد عدد السكان جراء التهجير القسري من جميع المناطق السورية مما أدى إلى اكتظاظ أعداد القاطنين في الشمال بين نازحين وسكان أصليين، كما أن عمليات التصعيد و القصف على المدنيين وقلة عدد المنظومات الإسعافية وضعف الإمكانيات الطبية و تهجير عدد كبير من الكوادر العاملة في المجال الصحي من بينهم الأطباء، الممرضين، والمسعفين، كل ذلك أدى لظهور فجوة كبيرة في القطاع الصحي عموماً و الإسعافي خصوصاً ومن هنا كانت فكرة إنشاء مراكز إسعاف تعتمد على الفرق التطوعية في عملها وتأهيلهم وتدريبهم على الإسعافات الأولية ومن ثم إخضاعهم لتدريبات متقدمة حول الإسعاف ليكونوا عوناً لإخوانهم و أهلهم المستضعفين في الشمال السوري. 

 

7 مراكز وآلاف المتدربين من المتطوعين والمجتمع المدني: 

مع بداية افتتاح مراكز الإسعاف تم تدريب ما لا يقل عن 1,000 متطوع على الإسعافات الأولية وإدارة الكوارث، بالإضافة إلى تدريب 10,000 شخص من المجتمع المحلي كونه المستجيب الأول في حالات الطوارئ.

في عام 2017 تم إنشاء أول مركز إسعاف في معرة النعمان لتقليل الفجوة بين مناطق الجنوب ومركز المدينة في إدلب، وتبعه مركز آخر في اعزاز في ذات العام، وفي عام 2018 تم افتتاح مركز آخر في المنطقة الغربية لمدينة إدلب وتحديداً في أرمناز، ليتم افتتاح مركزين آخرين في عامين 2019 و 2020 في كل من جسر الشغور ودار عزة على التوالي، ومع خروج مركز معرة النعمان عن الخدمة بشكل كامل افتتح مركز آخر في الدانا وفي منطقة الباب أيضاً تسهيلاً للوصول إلى الخدمات الإسعافية.

 

خدمات متاحة على مدار الساعة: 

يقدم فريق الإسعاف في مراكزه السبعة خدمات نقل الحالات العاجلة للمشافي والمراكز الطبية، بالإضافة إلى نقل حالات كورونا بنظام عمل منفصل من حيث الأدوات المستخدمة والسيارات والفرق.

بلغ عدد الحالات المنقولة إلى 53170 حالة.

كما يقدم فريق الإسعاف الخدمات البسيطة كتغيير الضماد وإعطاء جلسات الأوكسجين وغيرها، ووصل عدد الخدمات المقدمة إلى 52526 خدمة.

تحت المخاطر، وفي الحالات الطارئة تعمل فرق الإسعاف في بنفسج على تقديم الخدمات المختلفة لأبناء المجتمع ضمن الجاهزية الكاملة على مدار الساعة.

 

لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]