عندما يكون سرير الأطفال ركاماً ينامون تحته !!

قصفٌ مستمر واستهداف مباشر للمناطق الحيوية والمدنية في إدلب، تستمر معه معاناة آلاف النازحين اللذين يبحثون عن مناطق آمنة خوفاً على حياة أطفالهم ونسائهم، ومع استمرار حملة القصف فاق عدد النازحين إلى الشمال السوري أكثر من 500 ألف شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء بينما يعيش أكثر من 100 ألف شخص في المخيمات العشوائية والأراضي الزراعية.

في قصفٍ جديد تعرَّضت له مدينة معرة النعمان ومحيطها، وصلت نداءات الاستغاثة لفريق طوارئ بنفسج الذي يعمل في المدينة على مدار الساعة لينطلق الفريق منذ الصباح استجابةً للحالة الإنسانية وللمصابين جراء القصف المتواصل على المدينة وريفها.

يقول محمد سعيد قائد فريق الإسعاف والطوارئ في معرة النعمان: ” لقد كان يوماً قاسياً جداً علينا وعلى كل فرق الإنقاذ، عمِلنا لساعاتٍ طويلة متنقّلين بين المناطق التي يتم استهدافها في محاولةٍ لنقل وتأمين المصابين الذين يسقطون بعد القصف”، يتابع سعيد “كانت فرق الإسعاف في استنفارٍ كامل على مدار 24 ساعة ولم نخلع ملابس الإنقاذ حتى أثناء استراحة النوم لدقائق فقط” !

استطاعت فرق الإنقاذ خلال 15 يوم إنقاذ حياة أكثر من 170 مصاباً كانوا عالقين تحت الأنقاض، بينما وثّـقت الفرق الطبية استشهاد أكثر من 68 قتيلاً في ادلب فقط! سقطوا بعد قصف مدنهم وقراهم.

يقول السعيد: “في أحد الضربات الجوية على محيط معرة النعمان، كُنا أوّل الواصلين إلى المنطقة، شاهدنا حجم أعمدة الدخان العالية تتصاعد من المنطقة، دخلنا إلى أحد المنازل المهدّمة بعد سماع نداءات الاستغاثة من أحد النساء لانقاذ طفلتها العالقة تحت ركام منزلها، حيث كانت نائمة على سريرها بالقرب من أمها الذي تحول لركامٍ دُفنت تحته، وعلى وجه السرعة حاولنا إخراج الطفلة وإسعافها إلى أحد المستشفيات القريبة، لا يمكن أن أنسى صراخها وهي تنادي لنا!”.

استطاع الفريق إيصال الطفلة منى و أختها إلى المستشفى وتقديم الخدمات الإسعافية الأولية، والعودة إلى مكان الاستهداف لانتشال جثة أحد القتلى هناك، “لقد كان مشهداً مليئاً بالدماء والخوف، ولكننا مستمرون في عملنا” يقول السعيد .

لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]