عندما تكون أقصى أحلامك .. خيمة !!

في الأراضي الزراعية وتحت أشجار الزيتون يقطن ما لا يقل عن 400 أسرة غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، الذين نزحوا خلال أيامٍ قليلة فقط مع بداية شهر أيار الحالي 2019، وذلك بعد استهداف قراهم ومدنهم بعشرات الغارات الجوية والقصف الشديد الذي أجبر أكثر من 500 ألف شخص من سكان ريف حماه الشمالي اودلب الجنوبي على النزوح والانتقال للشمال السوري بحثاً عن ملاذٍ آمن.

تحولت الحدود السورية التركية إلى ساحةٍ مفتوحة تضم أكثر من مليوني نازح ضمن مئات المخيمات العشوائية والمنظمة، بينما يعاني النازحون الجدد من ويلات الحر الشديد ونقص الاحتياجات الطارئة وافتقار المنطقة لأدنى مقومات الحياة.

أم مصطفى كانت إحدى النازحات من ريف حماه الشمالي، والتي تقطن مع 6 عائلاتٍ لأبنائها في إحدى الأراضي الزراعية قرب الحدود التركية تقول: “لم نستطع أن نحضر أي شيءٍ معنا من منازلنا، نزحنا تحت وطأة القصف الشديد و استهداف قريتنا الفقيع بعشرات الصواريخ، لم نُرد أبداً أن نترك بيوتنا ولكنّ خوفنا على أطفالنا والنساء كان الدافع الرئيسي”

بينما تحاول أم مصطفى وبناتها العمل على تخييط خيمةٍ كبيرة تجمع أفراد الأسرة كاملةً , محاولةً خلق مساحةٍ صغيرة لخصوصية النساء والأطفال وحمايتهم من حرارة الشمس.

تقول: “يا ابني … الآن أقصى حلمٍ لنا …. خيمة !”

“وصلنا إلى هذه المنطقة قبل 9 أيام ومعي 26 طفلاً من أحفادي، وما نزال ننتظر مدّ يد العون لنا، لم يقدم لنا ولأطفالنا أي نوعٍ من المساعدة وبدأت مخاوفنا تزيد من عدم وجود المنظمات الإنسانية هنا، نتمنى أن توصلوا صوتنا إلى كل ضميرٍ حي، لن نبقى هنا أبداً وأملنا بالعودة إلى بيوتنا كبير.. ولكننا نحتاج الأمور الطارئة التي تساعدنا على قضاء الأيام القادمة ” تقول أم مصطفى .

فريق بنفسج سأل أم مصطفى عن أهم الاحتياجات فقالت: “نحتاج في الفترة الحالية وبشكل عاجل خيمة كبيرة للأطفال تقيهم من حرارة الشمس و تعطيهم مساحةً صغيرة لقضاء الوقت فيها، لأننا نخاف عليهم من الحشرات و الأمراض المحيطة بنا هنا، كما أضافت : لو استطعتم عمل أي شيء لأجل هؤلاء الأطفال ينسيهم ما شاهدوه وسمعوه من قصف شديد سيكون عملاً رائعاً”

أم مصطفى وآلاف النساء يعشن مع أطفالهن حياةً قاسية تحت الأشجار، بانتظار عودتهم القريبة !

 

لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]