يوم الطفل العالمي

يدرك الأطفال أهمية تاريخ يومهم العالمي، يعرفوه حين تُزين مدارسهم ومبانيها بأحلى الألوان ويرتدون هم كذلك ما هو بذات الجمال، تنتشر به حملات التوعية المكثفة، يتعلمون من خلالها حقوقهم و تنظم لهم الندوات والبرامج الترفيهية في مناطق مختلفة حول العالم، تنقلهم من أجواء الاضطهاد إلى أجواء الرفاهية و المتعة. 

إنه يوم الطفل العالمي!

هناك منظور حيوي مختلف، يحتفل به أكثر دول العالم احتفالاً دولياً دون أن يعلنوه عطلة تفترض على الدوائر الحكومية  والمدارس بل يعدّوه مناسبة لها قدرها وشأنها بين أوساطها  في العالم، إذ تعلنُ جمعية الأمم المتحدة ما تُقر به على نص  20 نوفمبر يوم عالمياً للطفل .

يهدف اليوم العالمي للطفل إلى اتخاذ خطوة نحو الأمام لتوفير حياة أفضل للأطفال، عبر إنشاء عالم سلمي لهم بعيداً عن تعريض نفسياتهم إلى أي ضرر يلحق بها، في حين يعتبر أحد أهم أهداف يوم الطفل العالمي  أن يقضي الطفل يوماً في عامه كبقية أبناء جيله .

22 عاماً مضت على تأسيسه واعتماد اتفاقيته منذ عام 1990، يأخذ الطفل منهم عهداً و يأخذون منه نقطة تأثير ملهمة، يدافعون بها عن حقوقه ويحتفلون بيومه، يترجمون معاناته تلك إلى أعمال و مشاريع من شأنها أن تبني له عالم أفضل، ينقلونه بها من مساحة الحرمان  إلى رحابة الطفولة.

 

أطفال حول العالم:

ما زال العالم يشهد أزمات و مزيج من الحروب و الانتهاكات والصراعات التي لم تنتهي، أثرت إلى حد كبير على واقع الأطفال حول العالم.

يشير التقرير السنوي لجمعية الأمم المتحدة بشأن إحصائيات الأطفال وأثر النزاع المسلح الحاصل عليهم في الأونة الأخيرة، حيث تشير تلك الدراسات أن ما لا يقل عن 6242 طفلة و 13663 طفل كانوا ضحايا لانتهاكات خطيرة في 21 دولة، إذ يظهر التقرير حوالي 1600 من هؤلاء الأطفال ضحايا لانتهاكات متعددة. يسلط الضوء فيها على 23932 انتهاكًا جسيمًا تم التحقق منهم ضد الأطفال ذلك ما يمثل بنسبة 65 انتهاكًا يحدث كل يوم. في حين يوجد بعض الانتهاكات التي لم يبلغ عنها، تتعدد بين  قتل الأطفال وتشويههم ، يليها تجنيدهم تحت غايات شخصية بعيدة كل البعد عن أي شي يمد للطفولة بصلة .

 

الشمال السوري و بقايا طفولة تحت أنقاض القصف و التهجير:

لم يسلم أي طفل من رعب الحرب في الشمال السوري، يتعرض أكثرهم يومياً لأشد أنواع الاعتداءات عنفاً، تدمرت المدارس والحدائق العامة و أماكنٌ أخرى يعتقد الأطفال أنها آمنة، وتحولت المُدن إلى البيئات الأكثر رعباُ أثناء الصراع المستمر، يدفع داخلها الأطفال أغلى ما يملكون ليبقوا على قيد الحياة.

هناك عائلات تضطر لتحميل أطفالهم مسؤوليات لا تناسب أعمارهم لمجرد أن يبقوا أحياء، عمالة الأطفال والزواج المبكر وتجنيدهم لأغراض لا تلائم بنيتهم آخذة في الازدياد، بما في ذلك إصابات بالغة إما نتيجة تشوهات خلقية أو بفعل القصف و التدمير، عدا عن تسربهم من التعليم و الاضطرابات النفسية التي تعرضوا لها خلال 12 سنة الماضية.

 نُشر تقرير حقوقي يوثق ما وصله خلال النصف الأول من 2022 حيث أدت الحرب إلى مقتل 158  طفل و طفلة بين قصفٍ و نزاع مسلح، بينت في سياقه أن 54 منهم قتلوا بمخلفات الحرب، و35  برصاص عشوائي ، بينما توفي 12 منهم نتيجة تردي الأوضاع الصحية في نزاعات الأونة الأخيرة.

هذه الاضطرابات لا تمثل سوى حالات في مناطق يصعب الوصول إليها بما فيها من مليوني طفل يدرجوا الآن تحت قائمة  الأكثر ضعفاً في العالم.

 

استجابة بنفسج ضمن برنامج الحماية:

تعمل بنفسج في عدة مناطق في الشمال السوري لحماية الأطفال من العنف و أشكال الانتهاك المعرضين لها، كما تقيم ملفاً خاصاً بإحالة المتضررين منهم إلى منظمات مختصة به، تدعم بقائهم وتسرع عملية استشفائهم، في حين تعزز بذلك من عمل تلك الجهات المعنية بأنظمة حماية حقوق الطفل، كما تقدم خدمات صحية من خلال العديد من العيادات المختلفة والمتوفرة داخل مشفى الأمل .

 تركّز برامجها على عدة جوانب تزيد من الحماية لهم وتعيد دمجهم من خلال أنشطة دعم نفسي تهدف إلى تحسين صحة الأطفال النفسية وتزيد من مرونتها لتؤدي بذلك إلى شعورهم بالرضا ضمن مناهج معتمدة وعالمية تزيد من تقبلهم لتلك الصدمات التي  تعرضوا لها خلال الفترة الماضية .

وفي جميع هذه الأنشطة، تستمع إلى اليافعين وأسرهم من خلال جلسات توعية عن مخاطر حماية الطفل وأثرها السلبي على المجتمع، باستخدام طرق مختلفة إما المسرح التفاعلي أو مسرحيات العرائس بالإضافة للكرفان المتنقل بين المخيمات، وتصل بهذا  إلى أكبر قدر منهم توصل عبره رسائل من شأنها أن تؤثر على واقعهم، تعقد لهم على مدار العام لضمان نتائج تقودهم لحلول جذرية  تنهي تلك المشاكل المذكورة سابقاً.

ومؤخراً وبالتزامن مع مونديال قطر 2022 أطلقت بنفسج نشاطاً تحت مسمى مونديال المخيمات للأطفال الذين يعملون الأعمال الشاقة في مناطق الصناعة ولأطفال المخيمات، لتدعم به قدراتهم و تعيد لهم حس الكرامة و بناء الذات الذي لطالما فُقد منهم في ظل الحرب السورية.

الخطط و المشاريع كثيرة وما زالت قائمة ومستمرة تُطلق من أجلهم  وتردد عبرها بنفسج  ذلك الصوت :  كل شيء سيصبح على ما يرام و قريباً تتحقق أحلامكم التي بنيناها معًا ..

لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]