اليوم العالمي للغذاء

في حين يحتفل العالم بيوم الأغذية العالمي تحت شعار “مستقبل أغذيتنا بين أيدينا” أكثر من 811 مليون شخص يعانون من الجوع وانعدام الأمن الغذائي. 

 

إحياء اليوم العالمي للغذاء: 

في السادس عشر من أكتوبر\تشرين الثاني لكل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للأغذية بهدف تسليط الضوء على قضايا الملايين ممن يعانون من انعدام الأمن الغذائي حول العالم. وهو يوم أعلنته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة لإحياء ذكرى تأسيسها بينما وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1980 ليكون بذلك يوماً دولياً يتم الاحتفاء به كل عام.

تتظافر جهود المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية في هذا اليوم لنقل معاناة الفقراء والمحتاجين لا سيما في دول الحروب والتي تشهد أصلاً ضعفاً حاداً في المستلزمات الغذائية وصعوبة في تأمينها أو الوصول إليها، بالإضافة إلى توعية المجتمعات لاتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الفقر والجوع. 

 

ملايين الأشخاص حول العالم يعانون من الفقر والجوع: 

للعام الثاني على التوالي يمر هذا اليوم بمرحلة عصيبة مع استمرارية جائحة وباء كوفيد-19 وارتفاع نسبة الأشخاص الذين يعانون الفقر والجوع بفعل العوامل الاقتصادية وغيرها الناتجة عن الوباء، حيث بلغ عدد الفقراء والمحتاجين العام المنصرم 118 مليون شخصاً بحسب الأمم المتحدة في حين أن 14% من الطعام الذي يتم إنتاجه سنوياً يُفقد بينما يتعرض 17% منه للهدر.

ويشهد العالم اليوم مفارقات عجيبة في الحصول على الغذاء، ففي الوقت الذي يعاني فيه مايقارب ملياري شخص من السمنة والوزن الزائد نتيجة للأكل الزائد غير الصحي فإن أكثر من 3 مليار شخص يعانون إما من صعوبة في الوصول إلى الغذاء أو لا يتمتعون في غذاء صحي ومغذ.

 

محاولات حثيثة لإنهاء الجوع تبوء بالفشل:

إن محاولات إنهاء الجوع وسوء التغذية التي كان متوقع الوصول إليها مع حلول عام 2030 باتت غير ممكنة مع ظهور فيروس كورونا ورفع معدلات البطالة وانهيار النظام الاقتصادي في بعض الدول والتي كانت تعاني أصلاُ من تدهوره.

في تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة هذا العام فإن الأسباب المؤدية إلى هذا الوضع الحرج لانعدام الأمن الغذائي متمثلة في الحروب المستمرة وتقلبات المناخ بالإضافة إلى تقلبات الأوضاع الاقتصادية وتباطؤها في كثير من الدول. 

وفي تصريح للمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي السيد David Beasley فإنهم يواجهون تحديات لا مثيل لها تطال الأمن الغذائي العالمي كما أن مساعيهم للقضاء على الجوع لم تكلل بالنجاح. 

 

الشمال السوري بين تداعيات أزمة كورونا وضعف الأمن الغذائي: 

في الشمال السوري حيث يقطن أكثر من 4 مليون سوري نصفهم في المخيمات يعاني معظمهم من أوضاع مأساوية صعبة لا سيما مع انتشار الموجة الجديدة من وباء كوفيد-19 وبلوغ الموجة ذروتها، بالإضافة إلى تدهور الليرة وانهيار الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار بشكل كبير أدى ذلك كله إلى بلوغ الأمن الغذائي مرحلة حرجة يصعب السيطرة عليها. 

فبحسب برنامج الأمن الغذائي العالمي فإن 12.4 مليون شخص في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي وتشكل 60% من السكان وذلك حتى فبراير\شباط من عام 2021. 

كما انخفض متوسط دخل الأسرة إلى 68 دولار بدلاً من 87 دولار شهرياً وذلك بنسبة 22% عن الأشهر السابقة وذلك بحسب برنامج تقييم الاحتياجات الأساسية لسوريا “HNAP”، وهو ما يعيق الآلاف عن تأمين غذاء صحي  لعائلاتهم.

 

بنفسج وبرنامج الأمن الغذائي في الشمال السوري:

خلال عشر سنوات لم تتوانى منظمة بنفسج لحظة واحدة في تقديم المساعدات الغذائية الطارئة وغير الطارئة للمحتاجين وذلك عبر مشاريع مختلفة. 

برنامج الأمن الغذائي وهو الركيزة الأساسية لعمل المنظمة في تقديم المساعدات الغذائية، يعمل على تقديم المساعدات العاجلة والطارئة للأشخاص والعائلات المتضررة من النزوح وعمليات التهجير والقصف المستمرة عبر توزيع السلل الغذائية الجاهزة للأكل لمرة واحدة والسلل الغذائية الدورية، كما يعمل البرنامج على دعم سبل المعيشة للمجتمع والعائلات عبر حماية الإنتاج الزراعي والحيواني وتوفير الاحتياجات اللازمة إلى ذلك، بالإضافة إلى الحفاظ على البنى التحتية ودعم المشاريع التي تؤمن الدخل للعائلات وتوفير التدريبات المهنية اللازمة وتقديم منح مالية كقروض لتشغيل المشاريع الصغيرة، وتوفير أنشطة المال مقابل العمل لتأمين فرص عمل للعائلات. 

بلغ عدد المستفيدين من برنامج الأمن الغذائي أكثر من 17 ألف شخص  في عشرات المخيمات وفي مناطق مختلفة ضمن محافظتي ادلب وحلب وذلك بين عامي 2020 و 2021. 

لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]