كفالة اليتيم في سوريا، أيادٍ بانتظار من يُمسكها!

بينما يُولد جميع أطفال العالم في المستشفيات الآمنة، يُولد الأطفال السوريين تحت ظروف قاسية في الملاجئ وبين الركام.، يكبرون وهم لا يعلمون من الحياة سوى حياة الخيم، وصعوبات النزوح، وأصوات القصف. ولا يعلمون من الألعاب سوى اللعب بالطين والحجارة.

والمأساة الأكبر هي الأيتام ممن من فقدوا والديهم بسبب الحرب. فبقيوا بلا معيل، يحملون على عاتقهم أعباء الحياة بأكملها دون أن يجدوا من يشاركهم الهم أو يمدّ لهم يد العون.

 

 

ما هو حكم كفالة اليتيم في الإسلام؟ 

حرص الدين الإسلامي منذ نزوله على الاهتمام بكافة جوانب حياة اليتيم، من حيث ترتيبه ورعايته وتنشئته نشأة صالحة،  وضمان جميع حقوقه. وجعل جزاء كفالته مصاحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، من قوله عليه السلام: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما). حيث يشرّع الإسلام ضم اليتيم إلى عائلة كافله، فينفق عليه ويقوم على تربيته ويعامل معاملة الأولاد من التربية والإنفاق. وأيضاً من صور الإحسان إلى اليتيم هي الإنفاق عليها وجعل مصروف له يُغنيه عن السؤال ويكفيه حاجته. وهي من حقوق اليتيم التي أمر الله تعالى بها، وأمر بالتنافس فيها، كما في قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 215].

 

الأيتام في سوريا، أرقامٌ لا تحصى وآلام لا تنتهي 

خلّفت الحرب السورية على مدى 12 عاماً أرقاماً لا تُحصى من الشهداء والمفقودين، شردت العوائل وتفرقوا في مختلف البقاع، لكن يبقى الأطفال هم الفئة الأضعف بينهم. والأيتام هم الأشد ألماً وخُسراناً في المعادلة. حيث يبقى اليتيم بلا أم تمسح دمعته، وبلا أب أي يسدّ جوعه. ودون أخوة يلعب معهم ، ودون أيّ يد حانية تمسح على رأسه فُتسعده وتكسب أجر ابتسامته!

ولا بد من الإشارة أن إحصائيات عدد الأيتام بعد الحرب لم تُحصى بشكل كامل، ويبقى إحصائها أصعب مما يُتخيل. ولكن قدّرت منظمة “Yetim vakfi” الغير ربحية التركية عدد الأيتام السوريين في محافظة إدلب وما حولها فقط حوالي مليون و200 ألف يتيم. وفق إحصائية نشرتها عام 2021. مليون و200 طفل يتيم في سوريا فقدوا كل أفراد أسرتهم، يعيشون ظروفاً مزرية في مخيمات عشوائية تنعدم فيها البنية التحتية السليمة وتفتقر إلى المواد الغذائية والعناية الطبية العاجلة والمستلزمات المدرسية الأساسية. 

 

الآثار الصحية والنفسية مستمرة 

في ظل عيش الأيتام حياة التشرد والضياع وفقدانهم لحقوقهم، يبقى شبه مستحيلاً التنبؤ بمستقبل عادي لهم كمستقبل أطفال العالم، حيث يقدّر عدد الأطفال المتسربين من التعليم ما يقارب 2.5 مليون طفل. بسبب أن المدارس غير صالحة للاستخدام جراء الضرر الكبير الذي لحقها نتيجة الحرب وزلزال فبراير أو بسبب لجوء النازحين لها واتخذاها كمراكز إيواء لهم. وأما من الناحية الاقتصادية، غياب الكفالة للأيتام وقلة دُور الأيتام في سوريا دفعهم إلى العمالة في عمر صغير في مهن صعبة تعرض حياتهم للخطر من أجل إعالة أنفسهم وتأمين احتياجاتهم الشخصية. والأشد ألماً من ذلك جميعه، هو الجانب النفسية للأيتام. حيث خلّف الصراع في أنفس الأيتام آلاماً يصعُب علاجها، فرؤية الأشلاء وفقدانهم لذويهم وأصوات القصف شكّلت صدمة في حياة كل يتيم. وما تلاها من تشرد وعدم توفير ظروف معيشية كريمة، والخوف من المستقبل المجهول، كلها أمور  تُزيد من آثار الصدمة سوءاً في أنفسهم. ومنهم ما زالوا يعيشون إلى الآن في خوف من العنف والألغام الأرضية والمتفجرات. جميع ما سبق يؤثر على التطور العقلي للطفل اليتيم، ونموه الجسدي على المدى البعيد. ومن أهم تلك الاضطرابات التي تظهر أعراضها على الأيتام هي اضطراب ما بعد الصدمة، نتيجة  فقدانهم لعائلتهم فجأة. ومنهم من أصبح أكثر عرضة للعدوانية والضغط العصبي، كما يلاحظ وجود من يعاني من التبول اللاإرادي بفعل الأزمات النفسية. 

كفالة اليتيم في منظمة بنفسج 

تُعنى منظمة بنفسج بتأمين مستقبل آمن للأيتام كأحد أهم أهدافها وما تسعى إليه، لذا فقد ولت اهتماماً بالغاً للأيتام وكفالتهم. حيث تمنح الكفالة لليتيم جميع حقوقه المسلوبة من تعليم، مسكن آمن، مأكل، مشرب ومصاريف لحياة كريمة وعيش طفولته كباقي أطفال العالم. ليس ذلك فقط، بل الكفالة هي اليد الحانية التي تمسح على رأس اليتيم، تُنسيه صدماته السابقة وتمنحه أملاً لمستقبل أفضل. يمكنك كفالة يتيم عبر منظمة بنفسج من خلال الضغط هُنا. وفي هذا المقال، تجد الأجوبة الشافية لجميع الأسئلة الشائعة حول كفالة اليتيم. 

 

شارك المقال

اقرأ أيضاً