يوم التطوع العالمي

109 مليون متطوع حول العالم يتم الاحتفال بهم سنوياً تقديراً لجهودهم وتكريماً لمبادراتهم. 

اليوم الدولي للتطوع.. نشأته وأهميته:

احتفاءاً بجهود الأشخاص الذين يكرسون أوقاتهم لخدمة الآخرين يحتفل العالم في الخامس من ديسمبر لكل عام باليوم العالمي للتطوع وهو يوم أقرته الأمم المتحدة بعد أن دعت الجمعية العامة في قرارها 212/40 المؤرخ في 17 كانون الأول/ديسمبر 1985 إلى الاحتفال بالمتطوعين لزيادة الوعي بأهمية الخدمات التطوعية وتحفيز المزيد من الناس إلى التطوع ومساعدة الآخرين، كما يتيح اليوم الدولي للمتطوعين الفرصة إلى المنظمات المعنية بالأعمال التطوعية إلى تعزيز مساهماتهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية على المستويات المحلية والدولية لتحقيق الأهداف الخيرية. 

و يهدف اليوم العالمي للتطوع لإلقاء الضوء على الجهود المبذولة من قبل المتطوعين وعرض إنجازاتهم في شتّى المجالات، بالإضافة إلى عرض المشكلات التي يواجهها المتطوعون وإيجاد الحلول لها. 

ويعرف التطوع بأنه العمل أو الجهد الذي يبذله شخص ما تجاه شخص آخر أو تجاه مجتمعه بلا انتظار لأي مقابل ودون إكراه بهدف تحسين في المجتمع. ويكون المتطوع هو من يقوم بهذه الأعمال. 

أهمية العمل التطوعي وأشكاله: 

لا تخفى آثار الأعمال التطوعية على أحد، فهي تعود بالإيجابية على المتطوع ذاته وعلى مجتمعه كما توطد العلاقة بينهما. 

فوائد العمل التطوعي على الفرد: 

  • تعزيز ثقة المتطوع بنفسه 
  • زيادة خبرات المتطوع وتنمية مهاراته 
  • كسب مكانة اجتماعية في مجتمعه 
  • استثمار وقته في مساعدة الآخرين
  • البركة في المال والوقت
  • تحسين الصحة النفسية للفرد
  • بناء علاقات اجتماعية جديدة

فوائد العمل التطوعي على المجتمع: 

  • توطيد العلاقة بين أفراد المجتمع 
  • شعور الأفراد بمسؤولية تجاه مجتمعاتهم 
  • الاستفادة من طاقات الشباب وتوجيهها بشكل صحيح 
  • تعزيز السلوكيات الإيجابية والحد من السلوكيات السلبية 

تتيح أشكال التطوع المختلفة الفرصة للفرد اختيار ما يناسبه وقدراته الشكل الأمثل للتطوع وإسهامه في إنجاح أنشطة الآخرين ومنها:

  • التطوع الفردي: وهي أن يقوم الفرد بتقديم الأعمال التطوعية بمفرده للأشخاص من حوله 
  • التطوع الموسمي: وهي أن يقدم المتطوع خدماته في أوقات أو مناسبات محددة
  • التطوع الإلكتروني: ويتيح لك التطوع وأنت في منزلك مع جهات مختلفة حول العالم عبر شبكات الانترنت. 
  • التطوع في منظمات المجتمع المدني: وهي مؤسسات خيرية غير ربحية تقدم الخدمات المجتمعية المتعددة. 

بنفسج وبرنامج الشباب والمتطوعين: 

أسست منظمة بنفسج برنامج الشباب والمتطوعين عام 2014 وكانت من أوائل المنظمات الإنسانية في الشمال السوري التي عملت على إعداد برنامجاً خاصاً للمتطوعين والشباب وإشراكهم في أنشطتها المختلفة. 

يهدف البرنامج إلى استقطاب شريحة من أفراد المجتمع من المهتمين في المجال التطوعي وحثهم على المساعدة الفعالة في تنمية المجتمع بالإضافة إلى بناء وتأهيل فريق من المتطوعين يسهم في تقديم يد العون خلال حالات الطوارئ والأزمات كما يهدف إلى إحياء روح التطوع في المجتمع وتعزيز الانتماء والتلاحم بين أفراد المجتمع. 

المتطوعون في شمال سوريا .. بين الخطر والأمل: 

آلاف المتطوعون في شمال سوريا يعملون منذ عشر سنوات على تقديم الخدمات العاجلة والطارئة ويسخرون كافة إمكانياتهم وجهودهم، يواجهون الخطر أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني لإنقاذ أرواح آلاف من المدنيين من تحت قصف طائرات نظام الأسد والقذائف التي تهطل كالوابل عليهم، كما يسعون لتغيير حياة آلاف من الناس وتوفير احتياجاتهم ونشر الأمل بينهم عبر الاستجابات الفردية والجماعية والتخفيف من أعباء ألقيت على كاهلهم عجزوا عن إزالتها. 

قصص نجاح أنتجها التطوع: 

هلا الشب طالبة طب ومتطوعة :

هلا الشب هي واحدة من متطوعات بنفسج، طالبة في السنة الرابعة في كلية الطب البشري ومتطوعة مع بنفسج منذ عام 2017 م.

” كنت أرى متطوعو بنفسج أثناء تقديمهم يد المساعدة بالقرب من جامعتنا، كنت فقط أسمع عنهم وعن أعمالهم المنتشرة، مما جعل لدي الرغبة بالتطوع معهم لمساعدة الناس وأهلنا المحتاجين، في عام 2017 سمعت عن مشروع تدريب 1000 مسعف في الشمال السوري لدى بنفسج، حضرت التدريب ومن ثم استطعت اجتياز امتحانات التّدريب بنجاح ومن ثم التحقت بفريق المتطوعين بعد الإعلان عن وجود شواغر تطوعية، انضممتُ بعدها إلى عدة تدريبات أخرى كتدريب الإسعاف المتقدم ثم تدريب المدربين الخاص بالإسعاف TOT ” تروي هلا عن انضمامها لفريق المتطوعين

وتقول: ” بعد اجتياز هذه التدريبات مع الممارسة العملية المستمرة في مختلف المناطق والاستجابات، استطعت أن أصبح مدربة لعشرات المتدربين في عدة مشاريع مختلفة مع فريق بنفسج، مجال الإسعاف وإنقاذ الأرواح يحتاج إلى الصبر والتفاهم والتعامل بشكل سريع مع المشاكل والأضرار التي تحدث بشكل مفاجئ وفي أي لحظة للإنسان، استطعت عبر التدريبات أن أطور من نفسي ومن مهاراتي الشخصية وأن أنقل المعلومات والخبرات التي لدي للعشرات من المتدربات في جامعتي “

شاركت هلا بعدة إستجابات نزوح وكان أكثرها صعوبة بالنسبة لها استجابة الإخلاء القسري للوافدين من الغوطة الشرقية، حيث تخبرنا : ” خلال سنة 2018 شاركنا باستجابة إخلاء أهلنا المهجرين قسرياً من الغوطة الشرقية، أثرت فيّ كثيراً، جعلتني أشعر بآلامهم وأوجاعهم، تفاصيل ما مروا به من جوع وخوف التي روتها لي النساء ما تزال في ذاكرتي إلى الآن، كفريق إسعاف استطعنا إخلاء العشرات من المصابين وتقديم الإسعافات الأولية وتأمينهم إلى المشافي أو المستوصفات الصحية الأولية ” وتكمل: ” بنفسج وفرت لي تجارب ومهارات جديدة وجعلتني أساعد الناس وأمد لهم يد العون، دائماً أجد حالي هنا بين فريق يحب المساعدة وتقديم يد العون”. 

عمران.. أحد صُنّاع السعادة في فريق الحماية: 

“ياعمو تركني موت مع أمي وأخواتي مابدي يموتوا لحالن ” كانت من أقسى العبارات التي سمعها عمران من طفل عمره 10 سنواتٍ أثناء عملية إسعافٍ له.

يخبرنا عمران الحسين عن قصة تطوعه بمنظمة بنفسج: ” تطوعت في منظمة بنفسج منذ عام 2018 بفريق الإسعاف والطوارئ، كانت مهمتنا إنقاذ الناس أثناء عمليات القصف التي تتعرض لها المنطقة، دائماً نكون على أهبّ الاستعداد لأي عملية إسعافٍ طارئة، هي لحظاتٍ فقط تفصلنا لنصل، لا نعلم ما ينتظرنا، عوائل تحت الأنقاض، حالات إسعافية صعبة”.

يقول عمران: ” في إحدى حملات الإستجابة للقصف على معرة النعمان خرجت مع فريق الإسعاف للإستجابة، عندما وصلنا للمكان، وجدنا طفلاً صغيراً بمفرده عمره لا يتجاوز العشر سنوات مصاب بجروح خفيفة وأمامه أهله ملقون على الأرض وقد فارقوا الحياة، حملت الطفل لأنقله إلى سيارة الإسعاف وبدأنا بتقديم الإسعافات الأولية له وقال لي : “ياعمو تركني موت مع أمي وأخواتي مابدي يموتوا لحالن ” هذه الكلمات الصعبة قد صنعت فارقاً كبيراً في حياتي وقد كانت احدى المواقف التي مرّرت بها خلال عملي مع فريق الإسعاف.

يكمل عمران في قصته: “بعد هذه الحادثة قررت تقديم الدعم المعنوي لمثل هؤلاء الأطفال فانضممت إلى فريق الحماية، وبعد حضور دورات عديدة بدأت بالعمل معهم بتنظيم الحملات والأنشطة للأطفال حتى نصنع لحظات سعادة في حياتهم وسط كل الآلام التي يعيشونها “.

وفي النهاية يقول: “عندما ألعب مع الأطفال وأراهم يضحكون أشعر بالكثير مع السعادة وأفكر دوماً كيف يمكننا إسعادهم وأتمنى أن نوفر لهم مسقبلاً آمناً وأفضل، وأن نكون دوماً الأمل والبهجة لهم “

لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]