مشاريع القسائم غير الغذائية .. استجابةٌ للعوائل الأشد حاجة بحسب حاجتها
دور بنفسج في الاستجابة
عملت بنفسج على تأمين الاحتياجات الأساسية للفئات الأشد ضعفاً في شمال غرب سوريا من خلال مجموعة متكاملة من الأنشطة، كان أبرزها الاستجابة الطارئة، وتقديم القسائم غير الغذائية التي تتيح للمستفيدين تأمين أهم احتياجاتهم. والجدير بالذكر هنا أن أكثر من 3.2 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي شمال غرب سوريا بحسب تقرير للأمم المتحدة.
وفي ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة، بما في ذلك انهيار العملة وتأثيره على القدرة الشرائية للأسر في المنطقة. نسعى لتقديم الدعم المباشر من خلال القسائم غير الغذائية، التي تمكن المستفيدين من تلبية احتياجاتهم بطريقة تحافظ على كرامتهم وحريتهم في الاختيار وأيضاً تعزيز العملية الشرائية في الأسواق التي تساهم بشكلٍ كبير في انتعاشها.
من أجل تطوير الاستجابة الخاصة بالعمل الإنساني في شمال غرب سوريا، عملت بنفسج جاهدةً لتوفير الأسس الضرورية لعيش حياة كريمة في تلك المناطق. من خلال تفعيل مجموعةٍ من الأنشطة الجديدة. تمثلت الاستجابة في إمكانية تزويد الأسر المتضررة بأدوات العيش الأساسية،. وهنا تبرز أهمية نشاط القسائم النقدية، حيث أتاح للعائلات تلبية احتياجاتها الأساسية وضمان الكرامة من خلال تأمين المستلزمات غير الغذائية وتوفير دخل مناسب.
دور القسائم النقدية
القسائم النقدية طريقة فعّالة لتقديم يد العون. فهي تعيد للمستفيدين حق الاختيار وكرامتهم من خلال منحهم الحرية في تحديد وتلبية احتياجاتهم الشخصية، بدون أن يتم تحديدها من قبل منظمات المجتمع المدني.
تُمكّن القسائم النقدية الأسر من اختيار وشراء السلع التي تتناسب مع ظروفهم واحتياجاتهم المحددة. وقد تشمل هذه الاحتياجات في بعض الحالات المواد الغذائية الأساسية، أو المياه النظيفة للشرب، أو حتى الرعاية الصحية.
من خلال هذه النهج، يصبح المتضررون شركاء في عملية اختيار الدعم الذي يحتاجونه وفقاً لأولوياتهم. هذا النوع من المساعدة لا يُساهم فقط في تلبية احتياجاتهم الفعلية، بل يمنحهم إحساساً بالكرامة والتحكم في حياتهم في ظل الظروف الصعبة.
الاستجابة الأكثر فعالية.. كارثة الزلزال كمثال
يوم 6 فبراير، هز زلزال مدمر بلغت قوته 7.7 درجات مناطق جنوب تركيا وشمال سوريا. ويُعتبر هذا الزلزال أقوى هزة أرضية تضرب المنطقة منذ أكثر من 80 عاماً. تأثيرات هذه الكارثة كانت وخيمة على منطقة شمال غرب سوريا، المنطقة التي يعتمد فيها 4.1 مليون شخص على المساعدات الإنسانية اليوم.
باستجابة سريعة لهذه الكارثة، قامت المنظمة بتوزيع قسائم مالية مختلفة الأغراض لأهلنا المتضررين لتخفيف وطأة الكارثة عنهم، تقديم هذه القسائم النقدية خطوة فورية وملموسة لتلبية الاحتياجات العاجلة للمتضررين، وهذه الاستجابة السريعة والمباشرة من بين أسرع الخطوات التي يمكن اتخاذها في حالات الكوارث، باعتبار أنها تسهم في توفير الإمكانية للمتضررين لتلبية احتياجاتهم وتخطي هذه الظروف الصعبة.
في استجابة الزلزال، وضمن قطاعي التعافي المبكر والأمن الغذائي، تمكنا من توجيه دعمنا لعدد كبير من العائلات المتضررة. ومن خلال توزيع القسائم النقدية، وصلنا إلى مجموع 175,074 عائلة منذ حدوث الكارثة وحتى مرور 6 أشهر من تاريخ الزلزال. هذه الجهود ساهمت في تمكين المتضررين من تلبية احتياجاتهم الأساسية بعد الزلزال، ومساعدتهم في التغلب على التحديات اليومية الناجمة عن هذه الظروف.
بالإضافة إلى ذلك، يشمل برنامج “الاستجابة بالنقد” تقديم الدعم المباشر للعائلات المتضررة من خلال القسائم النقدية. حيث وصلنا إلى مجموع 125451 عائلة من خلال هذا البرنامج، مما ساهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية وتحسين ظروفهم المعيشية.
مشاريع القسائم غير الغذائية.. نهج بنفسج الدائم
بنفسج تعمل بالاستجابة بالنقد عبر عدة أنواع من القسائم المختلفة والتي تكون مشروطة لتأمين مستلزمات الشتاء أو احتياجات المنازل أو دفع الإيجار، والقسائم الغير مشروطة يعود قرار كيفية استخدامها للمستفيد وفق أولويات العائلة الأهم.
بالإضافة إلى ذلك، يشمل برنامج “الاستجابة بالنقد” تقديم الدعم المباشر للعائلات المتضررة من خلال القسائم النقدية. حيث وصلنا إلى مجموع 125451 عائلة من خلال هذا البرنامج، مما ساهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية وتحسين ظروفهم المعيشية.
وفي مشروع القسائم غير غذائية بالتعاون مع أكشن إيد، وبعدما فقدت مئات العائلات مصدر دخلها نتيجة الزلزال، قام متطوعو بنفسج وأكشن إيد بتقييم مئات الحالات المحتاجة في المناطق الأكثر تضرراً من الزلزال، والاستجابة لهم. حيث تم توزيع قسائم غير غذائية بقيمة 150$ لكل عائلة، بهدف تقديم الدعم والمساعدة تماشياً مع الظروف الصعبة التي بمرون بها.
يتم اختيار المستفيدين ضمن مشاريع توزيع القسائم الغير غذائية على النحو التالي:
- العائلات التي ليس لديها دخل منتظم.
- العائلات التي لم يتم استهدافها بنوع مماثل من المساعدة (نقدًا لمرة واحدة) في غضون 3 أشهر.
- أو أكثر من أفراد الأسرة ما لم تكن هناك حالة خاصة.
- عائلات تعيش في المنطقة / المخيم المستهدف (النازحون فقط).
قصة الخالة “مريم” إحدى مستفيدات المشروع
“المصاري لازمتني، ماعندي جرة، ماعندي مي، بدي عبي الجرة والكهربا خالصة كمان من عندي، وبدي جيب طبخة للبنات، وبدي مصروف مدارس قلام ودفاتر“
في زيارة لبيتها المتواضع الذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة، حدثتنا الخالة “مريم” من قرية معردبسة التابعة لمدينة سراقب، بوجهها المُحمر نتيجة الحرارة المرتفعة والتعب:
“المصاري لازمتني، ماعندي جرة، ماعندي مي، بدي عبي الجرة والكهربا خالصة كمان من عندي، وبدي جيب طبخة للبنات، وبدي مصروف مدارس قلام ودفاتر”
الخالة “مريم” نازحة منذ أربع سنوات نتيجة دخول قوات النظام لقريتها وقتل ثلاثةٍ من أولادها، وهي تعتني بخمسة فتيات يتيمات الأب والأم من أحفادها.
أكملت حديثها بنظرةٍ مليئة بالخوف على مستقبل الفتيات في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها شمال غرب سوريا: ” بتمنى هالبنات يطلعوا متفوقات بدراستن، هاد كل أمنيتي بالحياة “.
وكاستجابة عاجلة للوضع الصعب الذي تمر به العائلة، قامت بنفسج بإيصال قسيمة مالية بقيمة 150$ للخالة بهدف تخفيف الضغط المالي عنها وتلبية بعض الاحتياجات الضرورية.