مؤتمر بروكسل .. دعم مستقبل سوريا والمنطقة إلى أين؟
تركيا – حزيران، 2023 – تشارك بنفسج بصفتها واحدة من المنظمات الإنسانية الفاعلة في شمال غرب سوريا في مؤتمر بروكسل السابع والذي يستضيفه الاتحاد الأوروبي، يومي 14 و15 من شهر حزيران الجاري، في العاصمة البلجيكية، بشأن “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، والذي سيكون منصة لتجديد الدعم للشعب السوري واللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم من قبل الاتحاد والمجتمع الدولي.
تحديات كبيرة في المنطقة تحتاج جهوداً جبارة
تتعرض المجتمعات وقدرات الاستجابة للمنظّمات المحلية لضغوط كثيرة، بسبب الاحتياجات الكبيرة في جميع القطاعات، من الصحة إلى الغذاء وصولاً إلى فرص كسب العيش وحتى الحماية، بينما يستمرُّ الوضع في التدهور بوتيرة مثيرة للقلق.
وحسب مفوضية اللاجئين فإنَّ عدد النازحين داخل سوريا هو 6.8 مليون نازح وعدد اللاجئين 5.3 مليون لاجئ متوزعين بين دول الجوار ودول الاتّحاد الأوروبي.
وكانت الاستجابة العاجلة التي قادتها المنظّمات والفرق المحلّية في مواجهة الزلزال الكارثي الذي ضرب تركيا وسوريا في شباط الماضي دليلاً واضحاً على قدرتها في تلبية الاحتياجات وضمان التكامل مع الدعم الدولي.
حول موضوع تلبية الاحتياج، يخبرنا “هشام ديراني” المدير التنفيذي لمنظّمة بنفسج:
” من المهم أن نلاحظ أن الوضع في سوريا معقد وديناميكي، مع تطوّر التحديات مع مرور الوقت. تتطلّب عملية التعافي المبكّر معالجة هذه التحديات بشكل كلي مع التكيُّف مع الاحتياجات الخاصة بالسياق للمناطق المختلفة في سوريا. إنَّ التعاون المستمر والشراكات القوية والدعم الدولي المستدام أمور ضرورية لإحراز تقدمٍ في التعافي المبكّر وإعادة بناء سوريا مستقرةّ وقادرةّ على الصمود”.
فعاليات المؤتمر
خصّص اليوم الأول من المؤتمر لحوار يضمُّ منظمات المجتمع المدني المحلية من سوريا وخارجها، وصانعي القرار، والشركاء التنفيذيين؛ لتناول أوضاع سوريا ومناطق الجوار، فضلاً عن التحدّيات الإنسانية وغيرها مما تواجهه المنطقة.
افتتح المؤتمر بعرضٍ لوجهات نظرٍ حول مشاورات المجتمع المدني. تبعها جلسة نقاشية أولى لمعالجة الاحتياجات، والوصول إلى الخدمات الأساسية، والتعافي المبكّر في السياق السوري.
تلا ذلك جلسة ثانية للحديث عن تطوير الفرص على المستوى المحلي: تمكين القيادة المحلية وحمايتها. وذلك لأجل زيادة التركيز في كيفية تمكين الجهات المحلّية التي عملت على مدى السنوات الماضية لمعالجة الأزمة بشكل أفضل.
أما الجلسة الثالثة فكانت لأجل تعزيز العدالة والمساءلة للشعب السوري ووضع الجهود المستمرَّة من قِبل المجتمع المدني والمنظمات الدولية والسلطات القضائية الوطنية.
وشهد اليوم الثاني من المؤتمر عقد اجتماع وزاري للدول المانحة والمنظّمات الدولية، لمناقشة تعزيز الدعم الإنساني والمالي والسياسي للسوريين. وإعلان التعهدات لهذا العام.
الاتحاد الأوروبي: لم ننس الشعب السوري
إلى ذلك، صرح الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية “جوزيب بوريل”:
“في مؤتمر بروكسل السابع لسوريا، يجب على المجتمع الدولي بأسره مضاعفة جهوده للضغط على النظام السوري لوقف انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي والالتزام بحوار سياسي يفضي إلى حل سياسي، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254 وبدعم كامل للمبعوث الخاص “غير بيدرسن. سيواصل الاتحاد الأوروبي دعم جميع السوريين واللاجئين والدول المضيفة حتى يتم التوصل إلى حل سياسي دائم وشامل”.
في نسخته السابعة، تناول مؤتمر بروكسل أيضاً القضايا الإنسانية وكيفيّة صمود السوريين في سوريا ودول اللجوء، والمشكلات التي تؤثّر على المجتمعات المضيفة للاجئين السوريين.
علق هشام ديراني حول دور المؤتمر في قطاعات التعافي: “يرتبط التعافي المبكّر والدعم النفسي الاجتماعي ارتباطاً وثيقاً، حيث تعد تدخلات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي مكوّناً أساسياً في جهود التعافي المبكّر. من خلال دمج الصحة العقلية والدعم النفسي”.
إلى متى؟
بالمجمل، نطالب بإيجاد حلول قويةٍ ومستدامة ودعماً مستمراً من المجتمع الدولي لتمويل المشاريع الإنسانية في سوريا ودول الجوار، وتعزيز الجهود الإنسانية وتمكين السكان المحلّيين من المساهمة في إعادة الإعمار من أجل إحلال السلام والاستقرار وتحقيق تقدم ملموس ومستقبل أفضل لجميع السوريين.