فاطمة.. من نزوحِ أليم إلى صانعة سعادة للأطفال
“لا يوجد أيّة كلمات تصف المعاناة التي نراها في الشمال السوري، حملات النزوح المتكررة، عدم وجود المأوى الكافي لسكان الشمال السوري، معظم الأطفال لا يتوفر لهم مستقبل آمن، كنا دائماً نحاول التواجد من أجل مساعدتهم والتخفيف من معاناتهم، ولكن دائماً كانت احتياجاتهم كبيرة، وهو ما يدفعنا أكثر للعمل المستمر وتقديم يد المساعدة لهم”.
فاطمة الآمنة ، من متطوعات فريق الحماية في بنفسج، تُخبرنا عن مشاعرها عند المشاركة في حملات الاستجابة الإنسانية التي تقوم بها منظمة بنفسج – Violet Organization
فاطمة من منطقة معرة النعمان، انضمت لفريق المتطوعين والطوارئ سنة 2016، خضعت خلالها لعدة تدريبات منها حماية وصون الطفل، الإسعاف النفسي الأولي ومهارات التواصل وعدة تدريبات أُخرى تؤهلها لتكون ضمن برنامج الحماية في بنفسج.
اضطرت فاطمة للنزوح في شهر كانون الأول سنة 2019 من منطقة معرة النعمان، ساعاتٍ قليلة بعد نزوحها مع عائلتها لتلحق مع فريق الحماية للمشاركة في عملية الاستجابة للمُهجرين من ريف إدلب الجنوبي، استمرت في تقديم يد المساعدة طوال فترة النزوح مع فريق بنفسج.
“في ساعات الفجر بدأ القصف في منطقة معرة النعمان، اضطررت مع عائلتي للخروج بشكل مستعجل، لم نكن يوماً نتخيل أن نخرج من منزلنا وأن نصبح نازحين، كنا دائماً نستقبل النازحين من مناطق أخرى في منازلنا ونحاولهم مساعدتهم .. في الصباح وبعد عملية النزوح بساعاتٍ قليلة انضممتُ لفريق بنفسج للاستجابة للنازحين، كنت أشعر بالحزن على خروجنا ولكن لم تكن المشاعر سوى دافع لتقديم المساعدة للغير، عند وصولنا إلى مراكز الإيواء، المراكز كانت مكتظة بالنازحين ومشاعر الأسى والحُزن والخوف، الأطفال والعائلات لم يكن لديهم أيّة وصول للاحتياجات الأساسية، من غذاء وحماية أو رعاية أولية، قمنا بتقديم المساعدة عبر برنامج الحماية وتقديم الخدمات الأساسية عبر البرامج والأنشطة الأُخرى في بنفسج” تتحدث فاطمة عن قصة نزوحها من معرة النعمان.
يعمل فريق الحماية على تقديم الدعم النفسي للأطفال عبر العديد من الأنشطة الجماعية والفردية والتي تساعد في التخفيف من معاناة نزوحهم.
“عندما بدء انتشار وباء كوفيد-19 حول العالم في شهر شباط 2020 كنا نتابع الأخبار يومياً بحرص شديد، كان الخوف يصيبنا عند اشتباه أي حالة في الشمال السوري، المخيمات والتعداد السكاني الهائل، وعدم وجود الرعاية الصحية الكافية لسكان الشمال، يمكن أن يؤدي إلى حدوث كارثة إنسانية حقيقية، كانت مهمتنا كفريق حماية، نشر التوعية عن الوباء وكيفية الوقاية منه عبر أنشطة التعلم عبر اللعب للأطفال، رسم الجداريات، توفير المعلومات الأساسية عبر الملصقات التوعوية، توزيع سلل النظافة الأولية لجميع الفئات العمرية في المخيمات بشكل أساسي والمناطق المدنية أيضاً” تضيف فاطمة عن استجابة وباء كوفيد-19.
“معظم السكان في الشمال السوري يعتمدون على العمل اليومي، وهناك العائلات التي تعيلها أُنثى أو العائلات التي ليس لها أي معيل، هذه الفئات قدّ لا تصل لهم أية مساعدات، من الممكن أن يتضرروا بشكل أكبر من غيرهم، من ناحية توفير المعيشة اليومية، والتي من الممكن أن تُحدِث كارثة إنسانية حقيقية”.