حبيب مرضعة
متطوع ورياضي، يعمل ليسعد الأطفال..
دخول حبيب إلى العمل الإنساني
“كانت رحلتي في مجال العمل الإنساني قدراً مكتوباً علي، وأنا أؤمن بأن القدر يحملنا إلى ما نحب ونهوى، وكانت رغبتي العميقة في مساعدة الآخرين وإحداث الفرق في حياتهم هي ما دفعتني إلى هذا المجال.”
بهذه العبارات، أجاب “حبيب مرضعة” عندما طرحنا عليه السؤال حول دافع انخراطه في العمل الإنساني.
نجد “حبيب” بين أعضاء فريق أمية الرياضي، ويشغل منصب قائد فريق حماية الطفل في منظمة بنفسج، كما يتولى مسؤولية الأنشطة الرياضية في المنظمة.
من ناحيته، يخبرنا حافظ العبسي، زميل “حبيب” في العمل، قائلًا: “حبيب” فعلاً محبوب، وله من اسمه نصيب.
مضيفاً: في أنشطة حماية الأطفال والدعم النفسي، كنا نتفاجئ بقدرته على الإندماج مع الأطفال واستخدام اسمائهم من المرة الأولى التي يرى فيها الطفل. هو ماعزز حب الأطفال لحبيب، وسمح له ببناء علاقات قوية معهم. وهو ما يكون له دور كبير بمحبة الطفل للميسر.
من خلال حديثي مع زملائه، اكتشفت أن “حبيب” كان مصدر إلهام ودعم للفريق بأكمله. كان يقدم المساعدة، مدفوعاً برغبته في رؤية زملائه يحققون نجاحاتهم وطموحاتهم. كان دعامةً قويةً للفريق، وقلباً ينبض بروح الأخوة والتعاون.
بطولة كرة القدم بعنوان “الأطفال الأبطال
وفي حديثه عن عمله يحكي لنا “حبيب”: بدأت رحلتي كمنشط للدعم النفسي الاجتماعي، والأنشطة الحرة المرتبطة بالرياضة، حيث سعيت جاهداً لأسعد الأطفال من خلال المسابقات الحركية والرياضية. وسرعان ما تطوّرت فكرتي لأقدم أنشطة جديدة ومبتكرة: من خلال بطولة كرة قدم تسلط الضوء على عمالة الأطفال في سوريا، كنت أرغب في إدخال البهجة إلى قلوب أطفال يعملون بمهن شاقة في المناطق الصناعية، فضلاً عن تسليط الضوء على معاناتهم، واكتشفنا لاحقاً أن بعضهم يلعبون بمهارة عالية، ويمكنهم أن يمثلوا مناطقهم محلياً ودولياً، وهكذا أحببت أن أخرجهم من قوقعة البؤس والحرمان التي سببتها الحرب خلال طفولتهم.
قامت بنفسج بتنظيم بطولة كرة القدم بعنوان “الأطفال الأبطال” في مدينة إدلب، وذلك بعد فترة تدريب طويلة، وشملت 80 طفلاً يعملون في مهن مختلفة. استمرت البطولة لمدة ثلاثة أيام، وقد سلطت مبارياتها الضوء على واقع الأطفال في مناطق شمال غرب سوريا.
كان الهدف من البطولة هو تسليط الضوء على عمالة الأطفال في المنطقة. وكانت الفعالية تحمل رسالة قوية عن قدرات الأطفال ومواهبهم الرياضية، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية.
شارك في البطولة أطفال من مختلف الأعمار والخلفيات، وكانت المباريات مليئة بالحماس والإثارة. والمنافسة شديدة بين الفرق المشاركة، وتألق الأطفال بمهاراتهم الكروية وروح الفريق العالية.
والجدير بالذكر هنا أن “حبيب” وفريقه شكلوا عدة فرق رياضية مع الأطفال المتواجدين في المخيمات، وشاركت هذه الفرق في المنافسات الرياضية، وكان ذلك يمثل تغييراً جذرياً في حياتهم.
وأصبح الكثير منهم لاعبين في أندية محلية، مما أعطاهم فرصة لتحقيق طموحاتهم في عالم الرياضة.