اليوم الدولي لمكافحة الفساد

لم يُعرف و أن ترك الفساد وجهة أو ركن من أركان الحياة لم يؤثر عليه سلباً ، يعد العامل الأساسي والرئيسي في منع المضي قُدماً نحو الرخاء والازدهار، عدا عن أن الحرب والصراعات ،تعتبر البيئة الأنسب له ولازدياده، تختلف أشكاله باختلاف الدول والسياسات المتبعة داخل نظام مؤسساتها.  

منذ بدأ الحضارات الكونية كانت سنة الكون أن الانهيارات الحضارية مرتبطة بإنهيار القيم لدى الشعوب و واحدة من أهم الأسباب التي تفضي إلى ذلك الانهيار السريع للأمم هي الفساد، إذ يعرف بأنه “سوء استعمال سلطة الموقع العام واستغلالها من أجل الحصول على امتيازات تخدم مصالح خاصة“، وتتنوع أشكاله من الفساد المجتمعي إلى الفساد الفردي من الإحتيال والسرقة وأساليب الابتزاز للآخرين.

 

الفساد واليوم الدولي لمكافحتهِ:

اتخذت الأمم المتحدة الخطوة الأولى ضد الفساد الدولي في ديسمبر/ كانون الأول 2003 وفي 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2003، صوغت حينها اتفاقيتها لمكافحة الفساد والتوقيع عليها من قبل دول الأعضاء في العالم ،حيث  قامت بتخصيص يوماً عالمياً له ليوافق بذلك  في التاسع ديسمبر من كلِ عام. 

يحتفل به و يسلط الضوء من خلاله على حقوق ومسؤوليات كل فرد، بما تتضمنه الدول من رؤساء، مسؤولين وموظفين، بغض النظر عن أي جهة رسمية يتبعون لها، كما يتم الاحتفال بهذا اليوم لتوعية الناس بأثر الفساد على العالم وأهمية التخلص منه .

إذ يشهد العالم كله في الأونة الأخيرة احتفالاُ بهذا اليوم تحت شعار “قل لا للفساد” خاصةً بعد ارتفاعه  بنسبة لم يسبق للعالم و أن وصل إليها من قبل ، لهذا تسعى المنظمات الإنسانية والجهات الأخرى  إلى منع الفساد ومكافحته بما يحقق المرونة والنزاهة على كافة مستويات المجتمع  بعيداً عن أثره و تخريبه .

 

تصاعد حاد لأشكال الفساد في العالم:

هذا العام العاشر على التوالي ، يظل معدل الفساد العالمي دون أي تغيير يطرق عليه بالرغم من الالتزامات المتعددة للقضاء عليه ، في حين لم تحرز 131 دولة أي تقدم ملحوظ في مكافحة الفساد الفترة الماضية ، إذ تعد 27 دولة منهم تحت خط الصفر، مما يشير إلى أن هناك اضطرابات خطيرة اعتاد فعلها الناس تجعل من الفساد العامل الأكثر انتشاراً هناك بحسب الاتحاد العالمي لمكافحة الفساد.

في حين تتعرض حقوق الإنسان للاعتداءات والانتهاكات في العالم، مع ضعف الجهود في مكافحتها ،حيث العنف يسيطر على عدة دول و مناطق منه ، ما يخلق بيئة ملائمة يتفاعل فيها الفساد بأشكالٍ مختلفة ، تختلف اختلافًا كبيرًا من بلد إلى آخر.

 تكشف مؤشرات ودراسات لدى الإتحاد العالمي ضد الفساد لهذا العام أن مستويات الفساد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ،تكثر نتيجة استمرار السيطرة  و الهيمنة على أمور الدولة من قبل بعض المستفيدين و يعيقوا  أي تقدم ملموس على مستوى المساءلة والشفافية.

في حين أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، يزداد المؤشر لديها بإزدياد النزاع المسلح والتحولات العنيفة للسلطة ، عدا عن  سياسة الحكومة في حرمان الأهالي من حقوقهم وخدماتهم الأساسية ما يضطرهم لإتخاذ أساليب فاسدة لمواجهة الصعوبات المفروضة عليهم .

  

كيف تواجه بنفسج الفساد داخلياً؟ 

حاربت بنفسج  كل الأشكال التي تضر بقيمها وأخلاقها، حيث أقامت قنوات وروابط وصل بينها وبين الناس من خلال إدارة الشكاوي، ضمت مكاتب إتصالات وصندوق بريد خاص بها، بالإضافة إلى نظام الهدايا المتبع مع الجهات المشاركة كأسلوب رقابي على العاملين لديها، تعمل على تنبيههم و محاسبتهم من خلاله .

بينما تتبنى إستراتيجية مبادئ الإفصاح و الكشف عن أهم الإنجازات والأعمال التي قدمتها خلال الفترة الماضية بمشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

على صعيد المنظمات و الجمعيات الخيرية ،تعد الواسطة و المحسوبية بتعيين غير الأكفاء من بينها الأكثر شيوعًا في التوظيف الإداري ، بغض النظر عن تطبيق سياسة المناطقية من خلال إعطاء الأفضلية لقرى و تمييزها عن المناطق الأخرى و معايير التوزيع الغير عادلة وآثارها في نشر التمييز والكراهية بين الناس.

أوضحت صدقها ونزاهة سياستها من بداية طريقها عبر ثلاثة ملفات ، تعد الأهم لديها في مكافحة الفساد والعاملين عليه ، أطلقتها تحت ثلاث مسميات ، تُعرف بإسم الشفافية والمحاسبة والمساءلة، تُتابع من خلالهم أهم المستجدات الحاصلة بشأن محاربتها له.

 يتضمن خلالها ملف الشفافية أحد أهم الأسئلة التي يتم طرحها باستمرار داخله : هل تؤثر هذه المشاريع على واقع الناس؟ هل توظف اللجنة المسؤولة أشخاصا غير مؤهلين لوظائفهم؟ هل السياسات المطبقة لها تأثير أم أن وجودها وعدم وجودها نفسه ؟.

 بينما تتعرض بنفسج بشكل دوري ودائم لمساءلة قانونية، توضح من خلالها مشاريعها وحملاتها وما عملت عليه للمستفيدين ، الجهة الداعمة والمجالس الحكومية المحلية في الفترة الماضية من خلال جلسات تًعقد لهم ، تقدم من خلالها جميع الأدلة و البراهين التي تدل على نزاهة مؤسستها و قوة السياسة المتبعة لديها .

تفخر بنفسج بكونها لا تخصم أي نسبة أو مبلغ من التبرعات الواردة عبر موقعها الخاص من أجل المصاريف الإدارية أو الرواتب، إذ تتكفل بتغطية جميع النفقات الواردة وتتأكد من أن تبرعات الجهة الداعمة تصل كاملة دون أي اقتطاع لتغطية احتياجات المخيمات بشكل مباشر.

تعمل على مدار الساعة من أجل أهدافها في تمكين الشمال السوري ، دون أي عقبات تعيق تحقيق رؤيتها المستدامة التي تطمح بالوصول إليها يوماً من الأيام . 

 

 

لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]