بيان صحفــي من المنظمات الإنسانية العاملة في شمـال غرب سوريــا حول جائحة كوفيد-19

نحن المنظمات غير الحكومية العاملة في القطاع الصحي في شمال غرب سورية في مناطق إدلب و ريف حلب الغربي و الشمالي،      ندق ناقوس الخطر باقتراب وشيك لانهيار القطاع الصحي بسبب وصول جائحة كوفيد 19 إلى ذروتها في المنطقة     .

إننا في المنظمات الصحية و بالتعاون مع مديريات الصحة المحلية في المنطقة و منظمة الصحة العالمية قد بذلنا كل جهد ممكن لاحتواء الجائحة في العام الماضي و قد تخطت منطقتنا الموجة الماضية بأقل الخسائر دون أن ينهار النظام الصحي.أما الآن  فإن الموجة الحالية للوباء قد وصلت الى حد خطير غير مسبوق،      إذ  تشير آخر التقارير الوبائية الصادرة حول المنطقة أن الجائحة وصلت الى تصنيف “جائحة غير مسيطر عليها مع قدرة محدودة للنظام الصحي على الاستجابة”. وما يزيد من كارثية الوضع هو إصابة مزيد من الكوادر الصحية بالمرض و توقفهم عن العمل  مما سيتسبب في شلل النظام الصحي وستصبح أبسط الأمراض سبباً للوفيات بسبب عدم توافر الكوادر. يضاف لذلك توارد  الأنباء عن حملة عسكرية جديدة على المنطقة و ما سيتبعها من نزوح يزيد الوضع سوءاً لا سمح الله.

لقد توزعت استجابتنا وفق الموارد المتاحة بين تجهيز للمنشآت التخصصية لعلاج كوفيد 19 و توزيع المعدات الواقية على الكوادر الطبية وتوزيع الكمامات القماشية على السكان و إطلاق حملات مكثفة للتوعية على مستوى المجتمع، قامت فرقها ببذل كل جهد لإيصال الرسائل الضرورية حول أهمية اتباع سبل الوقاية كأرخص السبل وأفضلها لتجنب وصول الجائحة لذروتها وانهيار النظام الصحي،             و رغم كل الجهود المبذولة،إلا أن الالتزام بالتدابير الوقائية على مستوى المجتمع ما زال دون الحد الأدنى المطلوب، وهذا ما أوصلنا اليوم إلى حد الإشغال التام للمشافي ومراكز علاج كوفيد 19.

إننا نبذل كل الجهود مع منظمة الصحة العالمية و مديريات الصحة المحلية و المانحين الدوليين لتخصيص مزيد من الدعم لرفع طاقة النظام الصحي في شمال غرب سوريا و منعه من الانهيار، ولكن، كما رأينا في كل دول العالم، فإن أكبر النظم الصحية و أكثرها تقدماً لا تستطيع الصمود في وجه الجائحة دون تعاون من المجتمع وأصحاب القرار،وفي مقدمة ذلك  فرض السلطات المحلية للتدابير الوقائية بشكل إلزامي. وقد رأينا بالفعل كيف نجحت الدول التي فرضت التدابير الوقائية بحزم في منع انهيار القطاع الصحي و إبقاء الجائحة تحت السيطرة، وهذا انطلاقاً من شعورهم العالي بالمسؤولية تجاه مجتمعاتهم.

إن الكوادر الصحية ينحصر تأثيرها في العلاج و التوعية , ولذلك فإننا نعلن أن حجم الجائحة قد تجاوز إمكانياتنا بشكل كامل ونناشد كافة السلطات المحلية في شمال غرب سوريا أن تقوم بفرض كافة التدابير الوقائية على المجتمع و ندعوهم لتحمل مسؤولياتهم تجاهه وعدم تركه لمصيره المحتوم في مواجهة الجائحة، و بالتالي تجنب ترك القطاع الصحي على شفا الانهيار.

إن التدابير الوقائية التي نطالب بتطبيقها بشكل كامل ستسهم في إبطاء سير الجائحة نحو ذروتها إنقاذا لحياة الآلاف ومنعاً من انهيار النظام الصحي بإذن الله، وهي أفضل ما يمكن تطبيقه من قبل صانعي القرار في شمال غرب سوريا، كما أننا نأخذ بعين الاعتبار خصوصية الوضع المعيشي و الإقتصادي في شمال غرب سوريا ولذلك فإن هذه التدابير يجب أن تشمل :

  1.   فرض ارتداء الكمامات  و على كافة الناس في كل الأماكن العامة ( الشوراع و الأسواق والمساجد و وسائط النقل).
  2. تعليق الدوام في المدارس و الجامعات لحين إعلان مديريات الصحة المحلية أن الوضع أصبح يسمح باستئناف الدوام، واستبدال ذلك بدوام عن بعد حيث أمكن ذلك.
  3. فرض إجراء فحص  كوفيد 19على كافة الداخلين إلى المنطقة من كافة المعابر أو إبراز بطاقة تؤكد تلقي اللقاح كاملاً،      و من تثبت إصابته فيطلب منه العودة من حيث أتى لحين إثبات فحص سلبي.
  4.  تخفيف الازدحام في الأماكن العامة بقدر الإمكان ومنع التجمعات غير الضرورية كالأفراح و التعازي والفعاليات الاجتماعية, يترافق ذلك مع فرض التباعد الاجتماعي في في أماكن التجمعات مثل الدوائر الخدمية و المساجد.
  5. أخذ المعلومات الصحيحة من مصادرها الموثوقة في  مديريات الصحة المحلية و برنامج الإنذار الوبائي المبكر EWARN و الأخذ بتوصياتهم لفرض حظر مؤقت على القرى و المدن و المخيمات التي تتجاوز نسبة الإصابات فيها حدا يتطلب ذلك وفق النسب المعتمدة من قبلهم ريثما تخف وتيرة الإصابة.

إن تطبيق هذه الإجراءات بشكل عاجل و فوري من قبل كافة السلطات المحلية في شمال غرب سوريا هو مسؤولية أخلاقية كبرى تجاه المجتمعات المحلية .

وختاماً نعاود التذكير برجاء حار لأهلنا في حلب وإدلب بأن يلتزموا من تلقاء أنفسهم بلبس الكمامات و الحفاظ على التباعد الاجتماعي و أخذ اللقاح في أسرع وقت خصوصا للفئات التي لها أولوية تلقيه من كوادر صحية و كبار السن و أصحاب الأمراض المزمنة ، و نناشد كل من يصاب بالوباء أن يلتزم بالحجر الصحي حتى لا يزيد انتشار العدوى في المجتمع ، ونسأل الله سبحانه وتعالى السلامة للجميع.

المنظمات الموقعة :

  1. منظمة ميدغلوبال MedGlobal
  2. منظمة الأمين للمساندة الإنسانية Al-Ameen
  3. وحدة تنسيق الدعم ACU
  4. منظمة عطاء الإنسانية ATAA
  5. الجمعية الطبية السورية الأميركية SAMS
  6. المؤسسة الدولية للتنمية الاجتماعية و دعم الإنسان SDI
  7. الرابطة الطبية للمغتربين السوريين SEMA International
  8. منظمة أوسوم فرنسا UOSSM France
  9. منظمة بنفسج VIOLET
  10. منظمة أطباء عبر القارات PAC
  11. مؤسسة شام الإنسانية Al Sham
  12. منظمة يدا بيد للإغاثة والتنمية HIHFAD
  13. منظمة خبراء الإغاثة UDER
  14. منظمة مستقبل سوريا الزاهر SBF
  15. منظمة الأطباء المستقلين IDA
  16. إتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية UOSSM International
  17. منظمة بهار BAHAR.
  18. منظمة إحياء الأمل HRO

 

 

لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]