يتحمّل الأطفال السوريين أعباءً هائلةً إثر الصراع الذي يدخل عامه الثالث عشر، تشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 9.3 مليون طفلٍ بحاجةٍ للمساعدة داخل سوريا وفي دول اللجوء. عايشوا القصف والدمار ورحلاتٍ طويلة في النزوح، طبعت في ذاكرتهم إضافةً إلى فقدهم أهاليهم وأصدقائهم وتهجيرهم من ديارهم وبلداتهم. مما أثّر على صحتهم النفسية والجسدية، مستقبلهم ورفاههم النفسي وسلبهم حتى أبسط حقوقهم، كما يعاني الأطفال الناجون من أعراض الصدمة مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة وقد يجدون صعوبة في النوم والتركيز والشعور بالأمان.
في مواجهة أزمات الأطفال السوريين، تعمل منظمة بنفسج على تنظيم وإقامة مبادرات صيفية وبطولات رياضية للأطفال النازحين، بهدف التخفيف من وطأة الحرب والنزوح وتنمية القدرات العقلية والجسدية للأطفال.
الحاجة لنشاطات داعمة للأطفال
تسعى منظمة بنفسج للوقوف على المشكلات التي يتعرض لها الأطفال جراء الحروب والنزوح، ومعالجة الشعور الدائم بالخوف والقلق والاكتئاب أو تأخّر النمو العقلي والبدني والعاطفي، والاضطرابات السلوكية وردود الفعل العدائية، بالإضافة إلى صعوبة الاندماج بالمجتمع، والعجز عن بناء روابط عاطفية مع الآخرين، وذلك بالاستناد إلى مناهج وبرامج متخصصة واستشاريين نفسيين لمساعدة هؤلاء الأطفال على التعافي من آثار هذه الصدمات العنيفة.
وتتعاظم هذه المشاكل النفسية في ظلِّ أسرةٍ هي بحاجةٍ للمساعدة، حيث تم رصد حالاتٍ يأكل فيها الآباء بشكلٍ أقل حتى يتمكنوا من إطعام أطفالهم وانخفاض الدعم الدولي المخصص لتعزيز الخدمات المقدمة للأطفال
مبادرات صيفية جديدة من أجل الصحة النفسية للأطفال النازحين.
في مهمة بنفسج المستمرة لحماية الأطفال وتعزيز الرفاه النفسي ودعم الاحتياجات الفريدة لكل طفل تركّز المبادرات الصيفية على تحقيق الرفاه النفسي، الصحة النفسية للأطفال وتعزيز الدعم الاجتماعي من خلال نشاطات اجتماعية لتحقيق الدمج المجتمعي عند الاطفال وتطوير قدراتهم العقلية والجسدية، تعزيز الثقة بالنفس والمشاركة الفعالة. والتي انعكست من خلال عدة أنشطة نفذها فريق بنفسج، منها:
بطولة كرة القدم للأطفال:
بطولة كرة القدم للأطفال النازحين هي واحدة من أهم الفعاليات، استمرت الفعالية لمدة ثلاثة أشهر وشارك بها 100 طفل . يتنافس الأطفال من مختلف المناطق والمخيمات وتعتبر كرة القدم من الرياضة الشعبية الأكثر انتشاراً بين الأطفال، وتبرز أهميتها:
1- تنمية الجانب المعرفي عند الأطفال:
يمكن لهذا النوع من الفعاليات أن يساعد الأطفال على قيمة التعلم بالتجربة العملية، من خلال تعلم القواعد الرياضية والخروج من مناطق الراحة كما يمكن أن يكتسب الأطفال المهارات الاجتماعية والتفاعلية اللازمة لتحسين مستقبلهم.
2- التغيير الإيجابي في الحالة النفسية للأطفال:
قد يعاني الأطفال النازحون من التوتر النفسي والصعوبات العاطفية بسبب وضعهم في مناطق النزاعات، ومن خلال المشاركة في أنشطة البطولات يمكن لهؤلاء الأطفال الحصول على الفرصة للترفيه والتفاعل الاجتماعي وبناء الثقة بالنفس والتحسين من الحالة النفسية.
3- التركيز على العمل الجماعي والتفاعل الاجتماعي:
من خلال مشاركة الأطفال في بطولة كرة القدم، يمكن لهم بناء العلاقات والتفاعل مع الأطفال الآخرين وبالتالي يمكن للأطفال اكتساب مهارات التواصل ضمن الفريق، التعاون والثقة بالنفس.
يقول موسى مشارك في البطولة وحائز على أفضل لاعب:
“خرجت من المخيم لألقى العشرات من أقراني في أرضية الملعب الذي شاهدته فقط على الشاشات، هذه من أحلى اللحظات في حياتي لقد تحقق حلمي ولعبت كرة القدم على العشب الأخضر وحققت لقب أفضل لاعب”
في النهاية، فإن بطولة كرة القدم للأطفال النازحين هي فعالية هامة للغاية، وتمتلك العديد من الفوائد والأثر الإيجابي في بناء مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال.
بطولة ألعاب الذكاء
أقامت منظمة بنفسج بطولة ألعاب العقل والذكاء للأطفال النازحين، والتي استهدفت 100 طفل في عدة مخيمات (الحويجة-القطيع-)بهدف تعزيز مهاراتهم الرياضية من خلال الرياضات العقلية والذهنية حيث هدفت المبادرة إلى تنمية مهارات الأطفال الرياضية والعقلية في آنٍ واحد ولقد أثبتت هذه المبادرة أهميتها على نحو واضح، فقد شهدت ارتفاعاً في مستويات التركيز والإبداع لدى الأطفال المشاركين، كما أنها ساهمت في تحسين قدراتهم على حل المشكلات.
حلا صاحبة الاعوام العشرة المشاركة في البطولة
“حصلت على المركز الأول في لعبة الكولامي، كان الأمر يتطلب الكثير من التركيز الهدوء ولكن بعد العديد من التدريبات فعلتها وأتمنى أن أنافس على المستوى العالمي”
تعتبر هذه الأنشطة من المبادرات المهمة لمساعدة الأطفال النازحين على تخطي الآثار السلبية التي تركتها الحروب والنزوح من خلال هذه المبادرات، يمكن للأطفال النازحين الاستمتاع بالتعليم والترفيه والفنون والتمكين المجتمعي وبالتالي تحسين صحتهم العقلية والجسدية والنفسية.
استجابة الزلزال.. ما بين الألم والمقاومة
بعد مرور عام على زلزال شهر فبراير يروي لنا عمر أحد الناجين من الكارثة حوادث مؤلمة مرّت عليه كأحد فرق عمليات البحث والإنقاذ.
بطولة السباحة للأطفال
شارك أكثر من 60 طفل في بطولة السباحة للأطفال، تعتبر هذه البطولة فرصة قيمة للأطفال النازحين لتطوير مهاراتهم في السباحة وتحسين لياقتهم البدنية والنفسية، إضافةً إلى تعلم مبادئ السلامة المائية. كما يساعد السباحة على تقليل التوتر والقلق الذي يمكن أن يعاني منه الأطفال النازحين، وتتيح لهم فرصة للاستمتاع بنوعٍ من الترفيه والتحرك في بيئة آمنة وصحية.
علاوةً على ذلك، تعتبر مثل هذه المبادرات فرصة لتعزيز مهارات العمل الجماعي والتعاون بين الأطفال، مما يساهم في تحسين حياتهم الاجتماعية والعلاقات الإنسانية.
سعياً لمستقبل أكثر إشراقا للأطفال
يحتاج الأطفال أكثر من أي وقتٍ مضى إلى الوقوف على مشاكلهم واحتياجاتهم، فمن خلال دعم احتياجاتهم النفسية وحماية حقوقهم، يمكننا أن نجعل ذلك ممكناً فالأطفال النازحون يتعرضون للعديد من الصعوبات والتحديات خلال رحلتهم، وقد يشعرون بالخوف والتوتر والقلق، ولذلك يحتاجون لدعمٍ نفسيٍ وعاطفي.بشكل مستمر بجانب ذلك، فإن حماية حقوقهم وضمان حقوقهم المتعلقة بالحماية والتعليم والصحة والعيش في بيئةٍ آمنة، يساعدهم على بناء مستقبلٍ أفضل.
وبالمثل، فإن دعم الأطفال النازحين يساعدهم على الشعور بالأمان والثقة في المستقبل، وهذا بدوره يمكن أن يساعدهم على تحقيق أحلامهم وأهدافهم.
ما هي حقوق الأطفال النازحين، وكيف يمكن تأمينها؟
- للأطفال النازحين حقوق متعددة، بما في ذلك الحق في الحماية من العنف والاستغلال والإهمال، والحق في الصحة والتعليم والرعاية النفسية، والحق في اللعب والترفيه والتعبير عن الرأي والتعبير الفني والإبداعي، وحق الوصول إلى المعلومات. يجب على المنظمات الدولية والحكومات والمجتمع المحلي العمل في سياق حماية حقوق الأطفال النازحين وتأمينها، ويجب أن يتضمن ذلك دعم المؤسسات المختصة بحقوق الأطفال، والعمل على تطوير قوانين وسياسات وبرامج لتحقيق هذه الحقوق.
ما هي الفوائد النفسية للأطفال النازحين من ممارسة النشاط الرياضي؟
- يمكن أن يساعد النشاط الرياضي على تحسين الصحة النفسية للأطفال النازحين من خلال تقليل القلق والتوتر وزيادة الشعور بالرضا الذاتي والثقة بالنفس.
كيف يعزز النشاط الرياضي صحة النازحين؟
- يمكن أن يحسّن الممارسة المنتظمة للتمارين البدنية على معدلات الأيض واللياقة البدنية وخفض مخاطر الأمراض المزمنة مثل السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.
هل يمكن أن يساعد النشاط الرياضي في تحسين العلاقات الاجتماعية وتبادل الثقة؟
- يمكن أن يؤدي الانخراط في النشاط الرياضي إلى تعزيز التواصل داخل المجتمع وتعليم المهارات الاجتماعية والتعاونية مثل القيادة والتحمل والعمل الجماعي.
شارك المقال
اقرأ أيضاً
زلزال فبراير.. ذكرى مؤلمة وقصة ملهمة
تعرضت مناطق شمال غرب سوريا إلى زلزال مدمر في العام الماضي، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني سوءا، تروي لنا زينب أحد الشاهدين على الكارثة قصص الألم ومأساة العوائل لنتعلم منها القوة ومعنى النجاح
بنفسج وعام 2023!
عام الفخر! كيف كان عام 2023 بالنسبة لبنفسج في جولة مصورة، يأخذكم قسم الإعلام والتواصل في بنفسج حول أبرز المنجزات التي حققناها خلال عام 2023. سنستعرض معكم أهم المحطات والأعمال التي قمنا بها، ونسلط الضوء على مخرجاتنا وكيف استجبنا لكارثة زلزال 6 فبراير. كما سنلقي نظرة...آمال معلقة وجهود ضعيفة: متضررو زلزال شمال سوريا عاجزون عن ترميم منازلهم
بعد مضي نحو ثمانية أشهر على وقوع الزلزال المدمر، الذي أدى إلى تشريد نحو 130 ألف شخص في سوريا، لم تعد الاستجابة لتداعيات الزلزال أولوية بالنسبة للمنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام، من وجهة نظر المتضررين، رغم أن معاناتهم مستمرة.
مقالات أخرى مشابهة
استجابة الزلزال.. ما بين الألم والمقاومة
بعد مرور عام على زلزال شهر فبراير يروي لنا عمر أحد الناجين من الكارثة حوادث مؤلمة مرّت عليه كأحد فرق عمليات البحث والإنقاذ.
Read moreزلزال فبراير.. ذكرى مؤلمة وقصة ملهمة
تعرضت مناطق شمال غرب سوريا إلى زلزال مدمر في العام الماضي، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني سوءا، تروي لنا زينب أحد الشاهدين على الكارثة قصص الألم ومأساة العوائل لنتعلم منها القوة ومعنى النجاح
Read moreتحسين الحياة من أجل متضرري الزلزال
شهورٌ عدة مرت على كارثة الزلزال إلّا تبعات أزمته لم تزل ترافق متضرريها، تسعى منظمة بنفسج من خلال مشروع ترميم المنازل إلى تحسين بيوت العوائل المتضررة وتحسين ظروف المأوى ضمن المناطق.
Read more