أمهات يافعات يتحدّين الصّعاب

في السنوات الأخيرة تزداد حالات الزواج المبكر في المجتمع ويعود ذلك لأسباب عديدة مثل العادات والتقاليد وانتشار الجهل وقلة الوعي حول الزواج وهو ما تعاني منه الفتيات اليافعات في الحصول على الإرشادات التوعوية والمعلومات الصحيحة حول الإنجاب والصحة الجنسية.

الزواج المبكر في سوريا

الزواج المبكر يعد ظاهرة اجتماعية ملحوظة في سوريا، حيث يتزوج العديد من الشباب والفتيات في سنوات مبكرة من عمرهم. تعود هذه الظاهرة إلى عدة عوامل، منها الثقافة والتقاليد الاجتماعية التي تشجع على الزواج في سن مبكرة

وكذلك الوضع الاقتصادي الصعب الذي يدفع بعض الأسر إلى تزويج أبنائهم في محاولة لتوفير الأمان المالي.

يعاني العديد من الأطفال والمراهقين الذين يتم تزويجهم مبكرًا من تحديات صحية واجتماعية، حيث يفتقدون إلى التعليم الكافي والفرص الاقتصادية.

بالإضافة إلى ذلك، تتعرض الفتيات لخطر الزواج المبكر والتي قد تؤثر بشكل كبير على حقوقهن وصحتهن.

يجب أن يشكل التصدي لهذه الظاهرة أحد أولويات المجتمع والحكومة في سوريا من أجل تحسين ظروف الشباب والفتيات وضمان حقهم في التعليم والتطور الشخصي والمستقبل المشرق.

أسباب الزواج المبكر في مخيمات اللجوء

في مخيمات اللجوء في سوريا، تزداد ظاهرة الزواج المبكر بشكل ملحوظ وتتعدد أسبابها:

  1. الظروف الاقتصادية الصعبة: يواجه الكثيرون من اللاجئين في مخيمات اللجوء صعوبة في العثور على فرص عمل وسبل لتوفير متطلبات حياتهم الأساسية. لذا، يلجأ البعض إلى الزواج المبكر كوسيلة لتقليل الأعباء المالية على أسرهم.
  2. الحماية والأمان: يعتبر البعض الزواج المبكر وسيلة لحماية الفتيات من التحرش أو العنف داخل المخيمات. يعتقدون أن الزواج يمنحهن حماية إضافية ويزيد من فرص البقاء في بيئة آمنة.
  3. التقاليد والثقافة: تعزز بعض التقاليد والعادات الاجتماعية في بعض المجتمعات السورية الزواج المبكر. يُعتبر الزواج في سن مبكرة تقليدًا مقبولًا في بعض الحالات.
  4. التحديات القانونية: في بعض الأماكن، يواجه اللاجئون صعوبة في الحصول على وثائق رسمية أو إجراءات قانونية للإقامة. يلجأ البعض إلى الزواج المبكر كوسيلة لتسهيل إجراءات الإقامة وتحقيق الاستقرار القانوني.

تعتبر هذه العوامل تحديات كبيرة تواجه اللاجئين في مخيمات اللجوء في سوريا، وتستدعي جهودًا مستدامة لفهم السياق والعمل على تقديم الدعم اللازم للأسر والشباب من أجل تحسين ظروفهم وتوفير فرص أفضل للمستقبل.

اقرأ أيضاً: حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة

مخاطر الزواج المبكر

على الرغم من أن الزواج المبكر قد يكون استجابة لظروف صعبة في مخيمات اللجوء، إلا أنه ينطوي على مخاطر كبيرة يجب مراعاتها:

  1. تعليم محدود: الزواج المبكر يمكن أن يتسبب في ترك التعليم والتطور الشخصي للفتيات والشبان. يفتقدون فرص الحصول على تعليم جيد، مما يؤثر على فرصهم المستقبلية.
  2. صحة الأم والطفل: الفتيات اللواتي يتزوجن في سن مبكرة يكونن عرضة لمخاطر صحية خطيرة أثناء الحمل والولادة. الأطفال الذين يولدون لأمهات صغيرات قد يواجهون تحديات صحية واجتماعية أيضًا.
  3. استقرار اقتصادي محدود: الشباب الذين يتزوجون في سن مبكرة يكونون غالبًا غير قادرين على توفير الدعم المالي الكافي لأسرهم. يعانون من صعوبة في توفير احتياجاتهم اليومية والمستقبلية.
  4. زيادة معدلات الطلاق: الزواج المبكر يزيد من احتمالية حدوث مشكلات زوجية وانفصال الأزواج في وقت لاحق. هذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.
  5. انتهاك حقوق الطفل: يعد الزواج المبكر للأطفال انتهاكًا لحقوقهم كأطفال، بما في ذلك حقهم في التعليم والصحة والحماية من الاستغلال.

يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العمل بجدية على تقليل هذه المخاطر وتوفير الدعم والخدمات الضرورية للشباب والفتيات في مخيمات اللجوء، بما في ذلك توفير فرص التعليم والتوعية حول مخاطر الزواج المبكر.

الزواج المبكر ومبادرة بنفسج

أطلقت منظمة بنفسج نادي الأمهات الصغيرات في عام 2019 ضمن مبادرة “أمهات يافعات يتحدين الصعاب” لتلبية الاحتياجات الفورية لليافعات الحوامل والأمهات، حيث تلتقي مجموعة صغيرة من اليافعات الحوامل والأمهات مع بعضهن على مدار ثمانية جلسات نقاش، تركز تلك الجلسات على تحسين المعرفة بالصحة الجنسية والإنجابية للفتيات بالإضافة إلى تعزيز المهارات الحياتية لديهن.

فريقٌ مؤهل يقدم الخدمات:

يتم تيسير جلسات التوعية من قبل عاملات مؤهلات ومدربات في الصحة مثل القابلة أو الممرضة بالإضافة إلى أخصائية نفسية اجتماعية، حيث يتم تقديم الخدمات من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية لليافعات.

تستمر المبادرة في دفعتها الرابعة بتقديم خدماتها بعد أن خرجت 75 يافعة من 3 دورات سابقة.

لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]