مشروع صمودنا أمل مشرق – فريق سوريانا الإنساني

بدأت الحكاية في إحدى منازل مدينة أرمناز شمال غرب سوريا. مجموعة من الشابات تكاتفت جهودهم لمواجهة المأساة التي تحيط بهم يومياً، من خلال استغلال الموارد المتوفرة بين أيديهم وأيدي سكّان المنطقة وتقديم المساعدة بأمان وتفانٍ للمحتاجين. كانت هذه المجموعة متنوعة ومتعددة الخلفيات، شملت النساء الشابات أصحاب الشهادات والطالبات، وسيدات منزل الذين يهتمون بأسرهن ومنهن الفلاحات والعاملات أيضاً. على الرغم أنهم جاؤوا من خلفيات مختلفة ومناطق متنوعة في محافظة إدلب، ولكن القوة الدافعة التي جمعتهم كانت تجارب التهجير القسري التي عاشوها في أماكن مختلفة نتيجة سنين الحرب الطويلة. لتتخذ المجموعة بعدها منحى آخر وتتحول إلى منظمة إنسانية تنموية غير حكومية غير ربحية رؤيتها تتلخص في تحقيق حياة أفضل لجميع السوريين، يدفعهم الشغف والأمل والإيمان لمواصلة مسيرهم. تستهدف بشكل رئيسي دعم ومساندة النساء في مدينة أرمناز من مقيمات ونازحات. 

  

تفاصيل المشروع  

يتمحور المشروع حول قطاعين أساسيين: القطاع الأول هو قطاع الصمود المجتمعي، حيث يتعزز دور النساء فيه من خلال بناء قدراتهن وتوفير الفرص المناسبة لتطبيق خبراتهن على أرض الواقع. يتضمن هذا الجانب تدريبات مهنية مكثفة في مجالات التزيين والحلاقة النسائية وفنون الخياطة. أما القطاع الثاني، فيركز على قضية حماية الأطفال ويسعى إلى توعية النساء حول مفاهيم حماية الطفل وتمكينهن من تحمّل دور المرشدة في مناطقهن. كما يُنظم نشاطات احتفالية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً الذين تضرروا من كارثة الزلزال. مما يساهم في تسليط الضوء على الدور المهم لناشطي المجتمع المدني في تعزيز التنمية والمشاركة المجتمعية بعد مثل هذه الأحداث الكارثية.  

  

“بلغ إجمالي المستفيدين من هذا المشاريع 210 فرداً، 40 امرأة ملتحقة ببرامج تدريبية في مجالات متعددة، 50 امرأة تستفيد من تعلم مبادئ حماية الطفل، و110 شخص مشاركاً في حفلات المشروع، بالإضافة إلى وجود 10 موظفين ومدربين مختصين يسهمون في تنفيذ الفعاليات.” 

المديرة العامة لفريق سوريانا

سبب اختيار المشروع  

 تتجلى أهمية هذا المشروع بوضوح في ضوء نتائج تقييم الاحتياجات الذي أجراه فريق التقييم التابع لمنظمة سورينا، خصوصاً بعد وقوع الكارثة التي ألمت بهذه المنطقة. حيث كُشفت العديد من المشكلات الكبيرة التي تؤثر سلباً على السكان المحليين، تشمل ارتفاع كبير في معدلات البطالة بين النساء وذلك بحسب تقرير (وحدة تنسيق الدعم)، التفاوت الكبير في عدد فرص العمل بين الذكور والإناث في المنطقة المستهدفة، حيث تكاد فرص العمل للإناث تكون ضئيلة بنسبة لا تتجاوز 5% من فرص العمل المتاحة للذكور. بالإضافة إلى التدهور الملحوظ في مستوى دخل الأسر الفقيرة نتيجة البطالة، وخاصة بطالة النساء، وعجز النساء عن المشاركة في تحقيق دخل الأسر أو تحمل مسؤولية تأمين احتياجات الأسرة في ظل زيادة عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة المستهدفة، ولاسيما بعد الكارثة، ما تسبب في تفاقم حالات الاكتئاب والصدمة لديهم نتيجة سوء ظروفهم وصعوبة تكيفهم مع المجتمع وضعف قدرتهم على المشاركة الفعّالة في الحياة المجتمعية. الأهم من ذلك، قلة وعي النساء بمفاهيم ومبادئ حماية الطفل، مما ينجم عنه إساءة معاملة جسدية ونفسية للأطفال. حيث تفتقر المنطقة المستهدفة لمرشدين يعملون على نشر مفاهيم حماية الطفل. 

 

خلاصة القول، هذه المشاكل الجسيمة تستدعي استجابة سريعة وتدخلاً فورياً متعدد الأبعاد، وهذا ما يسعى المشروع إلى تحقيقه من خلال مراحله المختلفة وأنشطته المتنوعة.