10 أعوام من معاناة الأطفال في سوريا

يواجه الأطفالُ السوريون خلال عشر سنوات مضت الكثير من الصعوبات وكانوا واجهةً للمأساة والخاسر الأكبر في الحرب فالعديد منهم خسر روحه و صحته وتعليمه ومسكنه الذي يأويه، ومنذ آذار 2011 وحتى حزيران 2021 قتل في سوريا 29520 طفل على أيدي أطراف النزاع وذلك بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

الأطفال السوريون.. نقص في الرعاية الطبية وأزمات غذائية ونفسية

سجل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة خلال العام الجاري معاناة 12.4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، أي ما يقارب 60% من السكان، وبزيادة قدرها 4.5 مليون شخص عن العام الفائت، وازدادت تلك النسبة مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها سوريا والارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية وتفشي وباء كوفيد-19.

ويعيش الأطفال السوريون النازحون في المخيمات تحت وقائع الحرب وتلك الأزمات من أوضاع صحية صعبة تدهورت فيها الرعاية الصحية اللازمة لهم، وخلال سنوات الحرب سجل وفاة العديد من الأطفال في مخيمات النازحين بسبب نقص الرعاية الصحية، كوفاة 8 أطفال في مخيم الركبان على الحدود الأردنية بسبب البرد القارس ونقص الرعاية الصحية في كانون الثاني 2019.

كما تركت الحرب أثراً كبيراً على صحة الأطفال النفسية الذين عايشوا الحرب، وتقول منظمة “أنقذوا الطفولة” أن الجيل القادم في سوريا سيكبر ويعاني من صدمات نفسية وعصبية على اعتبار أن 89% من أطفالهم يعانون جراح نفسية يصعب دملها، وفي تقريرها “جراح غير مرئية” قالت المنظمة أن 84% من الأطفال السوريين يعانون من الضغط العصبي، و 81% منهم أصبحوا أكثر عدوانية، فيما 71% منهم يعانون من التبول اللاإرادي.

الحرب تدمر القطاع التعليمي وتحرم الأطفال مقاعد الدراسة

ولد خلال سنوات الحرب في سوريا نحو 6 ملايين طفل، ووصل عدد النازحين من الأطفال في الداخل السوري نحو 2.6 ملايين طفل، وتعمدت آلة الحرب تدمير مستقبل أولئك الأطفال، فحرمت الآلاف منهم مقاعد الدراسة لتتركهم يعيشوا ظلام الجهل بعدما دمرت مدارسهم وهجرتهم من بلداتهم.

وتقدر منظمة اليونيسيف عدد الأطفال خارج مقاعد الدراسة في سوريا بنحو 3.2 مليون طفل، ووجود مدرسة من كل 3 مدارس لا تصلح للاستخدام بعد تدميرها أو استخدامها كمراكز إيواء أو لأغراض عسكرية، في حين قالت أن 750 ألف طفل سوري لاجئ في دول اللجوء خارج المقاعد الدراسية، أي حوالي طفل من بين كل ثلاثة أطفال لاجئين ممن هم في سن الدراسة.

وفي مخيمات النازحين شمال سوريا والتي تعد تجمعاً سكانياً كبيراً تحتوي على ما يقارب 680 ألف طفل يتوزعون على 1489 مخيماً المثير من الأطفال محرومي التعليم، وذلك لعدم توفر المراكز التعليمية والمدارس في معظم تلك المخيمات، وفي التقرير السنوي الخاص بقطاع التعليم والذي أصدرته “وحدة تنسيق الدعم” في حزيران الماضي بيَّنت أن 1127 مخيماً لا تحتوي على مدارس، في حين أن 175 مخيماً فقط يحتوي على مدارس.

ويواجه الأهالي صعوبةً في تأمين التعليم لأطفالهم وذلك لعدم قدرتهم على تأمين مستلزمات التعليم ووجود نقص في المواد التعليمية في معظم المدارس، وتختلف المدارس المتوفرة في المخيمات حيث تتراوح بين غرف مسبقة الصنع “كرفانات” و غرف بأسقف اسمنتية أو ألواح توتياء أو عوازل مطرية وأخرى عبارة عن غرف طينية.

اقرأ أيضاً.. أوضاع التعليم والقطاع التعليمي في المخيمات السورية 

أطفال سوريا بين ضعف المأوى وغياب الدفء

مع كل شتاء، يواجه أطفال سوريا النازحون إلى المخيمات و مراكز الإيواء مصاعب جمة في البحث عن الدفء، ففرارهم من لهيب الحرب لا يقيهم زمهرير الشتاء و خيمتهم الهزيلة لا تسمن ولا تغني من جوع، وأجسادهم النحيلة لا تقاوم هبات الرياح و النسمات المتجمدة، ومع غلاء المحروقات وصعوبة تأمينها ازدادت تلك الصعوبات.

 


وخلال الشتاء الماضي، لم تقاوم الكثير من الخيام والتي تعد المأوى الوحيد للأطفال وعوائلهم قسوة الشتاء، فالمطر جرف عشرات الخيام، وتضررت أكثر من 1700 عائلة بسبب الفيضانات التي هدمت 200 خيمة كلياً و 1400 خيمة جزئياً، وذلك بحسب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً.. مخيمات الشمال السوري في فصل الشتاء

 

لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]

الصندوق العام

$
المعلومات الشخصية

مبلغ التبرع 25.00$

Secured Payment