إحدى عشر شهراً مضت على كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا صباح يوم الاثنين 6 فبراير، تاركاً خلفه دماراً هائلاً في المنطقة وكارثة إنسانية كبيرة يقدرعدد ضحاياها ب 4500 شخص وما يزيد عن 11 ألف شخصاً اضطر للخروج من منزله نظراً لانعدام الشروط الآمنة للمنازل التي تحفظ سلامة العوائل، مما زاد من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على تلك المناطق.
استمرت تبعات الزلزال الذي اعتُبر الأقوى في المنطقة منذ أكثر من 80 سنة والذي بلغت شدته 7.8 درجات، نجم عنه تضرر 4.1 مليون شخص في سوريا أغلبهم يعتمد على المساعدات الإنسانية، وتدهورت البنية التحتية وانتشرت الأوبئة نتيجة التلوث وقلة الخدمات التي تضمن بيئة أكثر صحة للأفراد.
شهدت المناطق المتضررة نزوحاً بالآلاف، نتيجة تضرر ما يزيد عن 9600 مبنى إما جزئياً أو كليا حيث أن تلك العوائل كانت تقطن منازل غير مؤهلة لمواجهة الزلزال وبحاجة تحسين بالأساس، ولذلك أطلقت منظمة بنفسج مشروع ترميم المنازل من أجل تحسين ظروف المأوى الأشد تضرراً.
تحسين ظروف المأوى
أثرت سنوات الحرب على ضعف البنى التحتية إثر القصف الصاروخي وقصف الطيران على الأحياء المدنية، فجاء الزلزال لمضاعفة حجم المشكلة وسقوط المنازل على رؤوس سكانها.
عملت منظمة بنفسج على ترميم المنازل المتضررة وتهيئتها لتكون أكثر مقاومة للكوارث وتخفيفاً من حجم الأضرار التي تمنع خسارة المزيد من الأرواح التي اضطرت للعيش ضمن ظروف لا تحقق شروط حياة آمنة لهم.
بدأ المشروع مطلع شهر حزيران، وشمل تنفيذ عدة أنشطة وهي: ترميم 70 منزلاً في المناطق المتضررة وتحسين ظروف المأوى للعوائل، وتقديم أنشطة الحماية وجلسات الدعم النفسي للتأكد من سلامتهم في ظل حجم الكارثة التي شهدوها، وتوزيع سلل كرامة لأكثر من 520 مستفيدة، وتوزيع 61 سلة غير غذائية، وتجهيز مركز للشباب في عفرين وتعزيز استخدامه كمركز للطوارئ حال حدوث الأزمات وأيضاً تحسين مركز إيواء جماعي. نفذ هذا المشروع بتمويل منظمة الأكشن إيد.
انطلقنا باختيار المنازل المستفيدة، وتم الكشف على 450 منزل بشكل أولي من قبل لجنة الكشف المكونة من المهندسين ومسؤولي الطوارئ، وتقييم الناحية الفنية ودراسة التدخلات المطلوبة، تم اختيار العوائل من قبل المجلس المحلي بناءا ًعلى تحديد النقابة لحجم ضرر المنازل واختيارها وفقا لتحقيق معايير المشروع والتي تضمن عدم تنفيذ أي تدخّل إنشائي، وأيضاً معايير الضعف للعائلة الأشد حاجة والتركيز على الأرامل وذوي الإعاقة، وأخرى تتعلق بالملكية والتدخلات المطلوبة حسب تقييم لجنة المهندسين، تراوحت تكلفة كل منزل بين 800 و 1400 يورو ويعتبر ترميماً فوق المتوسط.
تنتشر المناطق التي استهدفها المشروع في مناطق مدينة جنديرس حيث تم ترميم 20 منزل، وفي مجمع البشير تم تحقيق أيضاً ترميم 20 منزل وضمن مجمعاتٍ أخرى تقع على أطرافها 20 منزل، حيث أن جميع هذه المنازل تابعة لعوائل متملكة إضافةً إلى أن بعض مالكي تلك البيوت هم من المهجرين من باقي مناطق سوريا.
تكون فريق الإشراف على العمل من مختصين ومهندسين كما يوجد طلاب جامعة متطوعين باختصاصات الهندسة المدنية والمعمارية بلغ عددهم 40 طالباً تم إشراكهم من خلال دورات البرامج كمتدربين يقومون بزيارة المنازل المستهدفة ووضع خطط الترميم لها.
ساهم المشروع في تحسين حياة أكثر من نصف العوائل ففاقت درجة تحسين المنزل توقعاتهم لينعكس الأثر على العائلة وأطفالها.
بناء مأوى جماعي في مدينة عفرين
نتيجةً لحجم الخسائر في المنازل والمأوى، إضافةً إلى الحاجة الملحّة للأهالي لأماكن آمنة ومهيئة للاستقرار، ساهمت بنفسج في بناء مأوى جماعي في مدينة عفرين للأهالي المتضررة منازلها في تلك المناطق وتأمين مأوىً مهيأ بالكامل من أجل أيام أكثر استقراراً وأمناً من ما كان ينتظرهم بعد الكارثة.
إنشاء ملاجئ آمنة للمتضررين في مدينة جنديرس
من بعد حجم الدمار الكبير لمنازل العوائل التي لم تكن تملك غيره لتحتمي وتسكن فيه، آلاف من العوائل تشردّت في الخارج دون أي وسيلة تساعدهم في الاستقرار مجدداً بين جدران منزلٍ يحميهم من برد الشتاء و يقيهم من مرارة البقاء في الخارج دون مأوى، ساهمت بنفسج بإعادة تجهيز الملاجئ الموجودة في مدينة جنديرس إضافةً إلى تغطية كافة احتياجات المكان من تركيب أنظمة التدفئة وتمحيص الأرضيات وذلك من أجل توفير ملاجئ آمنة للمتضررين.
الشباب أدوار قيادية في تحسين ظروف المجتمع
يعتبر دمج الشباب في المشاريع جزء من رؤية بنفسج في تمكينهم المجتمعي من خلال تولي أدوار قيادية وفعلية تساعدهم في كسب مهاراتهم وتحسين وصولهم لسوق العمل وتفعيلهم بشكل أكبر، تم دمجهم ضمن هذا المشروع في جميع الأنشطة كما يلي:
- استقطاب 30 طالب هندسة مدنية ومعمارية أيضاً طلاب التربية والتوجيه والإرشاد، تقديم تدريبات عملية لهم على أنشطة المشروع وكيفية التعامل في الميدان بهدف إكسابهم خبرات عملية ضمن اختصاصاتهم
- وضع جدول زمني ينظم خروج المتطوعين إلى المشروع في كافة مراحله وإشراكهم في أنشطته بشكل عملي مع توجيه التدريب والتعليم لهم أثناء العمل، حيث بلغت عدد الساعات التطوعية للطلاب في المشروع أكثر من 2000 ساعة تطوعية
- توفير 3 فرص عمل داعم للمتطوعين الأفضل ضمن مشاريع أخرى في المنظمة وتم العمل على تحسين وصولهم لسوق العمل بشكل أكبر
شارك المقال
اقرأ أيضاً
استجابة الزلزال.. ما بين الألم والمقاومة
بعد مرور عام على زلزال شهر فبراير يروي لنا عمر أحد الناجين من الكارثة حوادث مؤلمة مرّت عليه كأحد فرق عمليات البحث والإنقاذ.
كيف ساهمت بنفسج في تخفيف عمالة الأطفال شمال غرب سوريا
تمثل عمالة الأطفال وضعاً يجعل من الأطفال يتحملون مسؤولية إعالة الأسرة وتكاليف المعيشة، مما يعني حرمانهم من حقوقهم الأساسية كالطفولة والتعليم واللعب، وهي ظاهرة شائعة في البلدان الفقيرة والمتوسطة، وتزداد انتشاراُ في أماكن الحروب، وهو ما نشهده في سوريا اليوم بعد 13 عاماً من الحرب التي سلبت الكثير من طفولتهم.
مقالات أخرى مشابهة
استجابة الزلزال.. ما بين الألم والمقاومة
بعد مرور عام على زلزال شهر فبراير يروي لنا عمر أحد الناجين من الكارثة حوادث مؤلمة مرّت عليه كأحد فرق عمليات البحث والإنقاذ.
Read moreزلزال فبراير.. ذكرى مؤلمة وقصة ملهمة
تعرضت مناطق شمال غرب سوريا إلى زلزال مدمر في العام الماضي، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني سوءا، تروي لنا زينب أحد الشاهدين على الكارثة قصص الألم ومأساة العوائل لنتعلم منها القوة ومعنى النجاح
Read more