الشتات والشتاء.. كيف يستجيب متطوعو بنفسج
عاصفة ثلجية حلّت على الشمال السوري مؤخراً، فبدلت فرحتهم بالثلج إلى دموع وأمنيات ببيت آمن دافئ يدفع عن أجسادهم قساوة البرد وعن مسكنهم ثقل الثلج الذي حول مسكنهم اللاأمن إلى برك من مياه المطر وتراب الأرض وشرد العديد إلى العراء بعد سقوط الخيمة وتهالكها.
الخيام.. المأوى أم المعاناة في مخيمات الشمال السوري!
الخيام الرقيقة التي يسكنها ما يقارب مليوني نازح ومشرد لا تستطيع أن تردع عن قاطنيها الثلوج والأمطار ولا تقيهم البرد، فكما هو الحال في كل فصل شتاء فإن معاناة المهجرين في مخيمات الشمال السوري لا تنتهي بل وتمتد وتسوء في ظل الفقر المقيت الذي يعاني منه قاطني هذه المخيمات حيث لا يستطيع رب الأسرة أو المسؤول عنها تأمين مواد تدفئة تساعدهم في تخطي زمهرير الشتاء.
لم تلبث معاناة العائلات إلا أن تضاعفت بعد أن ضربت عاصفة ثلجية مخيمات الشمال السوري، فحولت الشتاء إلى كابوس يخشون فيه البقاء في العراء بعد سقوط الخيم على رؤوسهم نتيجة تراكم الثلوج على ظهر الخيم، أو أن تحترق الخيمة نتيجة استخدام مواد غير آمنة وغير صحية للتدفئة كأكياس النايلون أو القماش المهترئ، بينما تخشى عائلات أخرى أن تفقد أولادها نتيجة البرد الشديد.
العديد من الطرقات أغلقت وشلت الحركة في المخيمات بالإضافة إلى صعوبة في التنقل والدخول والخروج من وإلى المخيمات وإيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية للعائلات هناك، حيث أغلقت 29% من الطرقات بحسب وحدة تنسيق الدعم.
وأظهرت النتائج لدراسة أجرتها وحدة تنسيق الدعم أن 930 خيمة تدمرت بالكامل بفعل العوامل الجوية القاسية خلال فصل الشتاء لهذا العام، بينما بلغ العدد الكلي للخيم التي تحتاج لعوازل مطرية كي لا يكون مآلها مآل الخيم المدمرة الى 6719 خيمة، في حين أن 5238 خيمة تعرضت الى تسريب من مياه الأمطار والثلوج، وهناك 4108 خيمة تدمرت جزئيا بفعل مياه الأمطار والثلوج وقد تنهار في أي لحظة في ظل العواصف الجوية المستمرة في مناطق الشمال السوري.
اقرأ أيضاً.. مخيمات الشمال السوري في فصل الشتاء
وفاة رضيعتين نتيجة البرد في مخيمات شمال سوريا:
لم تقتصر أضرار العاصفة الثلجية على الخيم والطرقات فحسب، بل وصلت مآربها إلى الأطفال حيث توفيت مؤخراً رضيعة بعمر ال 7 أيام نتيجة البرد والصقيع في مخيم الليث بحربنوش شمال إدلب، بينما وثقت حالة وفاة أخرى خلال أيام سابقة لطفلة رضيعة لا يتجاوز عمرها الشهرين في مخيم الشيخ بحر بريف إدلب لذات السبب السابق.
اقرا أيضاً.. مخيماتُ النازحين في فصل الشتاء
بنفسج تستجيب للعائلات المتضررة:
منذ لحظة وصول العاصفة الثلجية إلى شمال سوريا استنفر فريق التدخل السريع في منظمة بنفسج للاستجابة الطارئة للمخيمات والعوائل المتضررة من العاصفة، حيث قدم الفريق المواد الغذائية، الخبز، سلل النظافة والمواد غير الغذائية والتي تشمل البطانيات ووقود التدفئة والعوازل، بالإضافة إلى فتح الطرقات.
بلغ عدد المستفيدين من المواد التدفئةة والسلل الغذائية 7,063 فرداً بينهم 224 حالة خاصة في مخيمات حارم، جسر الشغور ومدينة إدلب في الشمال السوري وذلك بين الفترة الممتدة ما بين 20-30 كانون الأول/يناير 2022.
بينما استفادت 1610 عائلة في مخيمات ريف ادلب من المواد غير الغذائية وسلل النظافة التي وزعها فريق بنفسج وذلك بين الفترة الممتدة ما بين 24-31 كانون الأول/يناير 2022.
مع بداية فصل الشتاء أطلقت منظمة بنفسج حملة #شتاء_دافئ للعام السادس على التوالي بهدف توفير مواد التدفئة والكسوة الشتوية وأهم مستلزمات الشتاء للعائلات الأشد حاجة في مخيمات الشمال السوري.
اقرأ أيضاً.. عبر مشروع السلل غير الغذائية تستجيب بنفسج للعائلات المتضررة من الشتاء
للتبرع للحملة اضغط هنا.
لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]