كيف تعاملت بنفسج مع الإصابات بفايروس كورونا بمدينة سرمين شمال غرب سوريا

الإصابات بفايروس كورونا بمدينة سرمين

بعد نزوح معظم أهالي مدينة سرمين بريف إدلب عن منازلهم، في بداية العام الجاري، عادوا لها بشكل تدريجي بعد منتصف شهر نيسان، هاربين من مرارة العيش في المخيمات، والتي لم يعد الحصول على خيمةٍ فيها أمرًا سهلا، كما أن توقُف القصف عن مناطق شمال غرب سوريا، ساعد الناس على العودة لمنازلهم.. وذلك ضمن الهدنة التي عقدتها الدول الضامنة لإطراف الصراع.

لم تستمر الحياة مستقرة في سرمين طويلاً.. فقد غزا فايروس كورونا المدينة، وفي الثالث والعشرين من شهر يوليو/حزيران من هذا العام تم المسح والتحليل لإحدى العائلات، بعد ظهور أعراض الإصابة بفايروس كورونا على أفراد العائلة، وكانت النتيجة إيجابية، أي أن هناك شخص مصاب بالوباء.

الأمر أرعب المنطقة عامةً، لكون عائلة المصاب كانت تقطن مع 14 عائلة أخرى.. وقدّ تم التحليل لباقي العوائل وتبين أيضًا أن هناك حالة إيجابية ثانية، من نفس العائلة.

وقال مؤسس منظمة بنفسج  “فؤاد السيد عيسى” : أنّه على إثر ذلك أغلق المجلس المحلي في المدينة جميع مداخل ومخارج المدينة باستثناء مدخل واحد للحالات الطارئة التي يكون فيها خطورة على حياة الأشخاص.. وقام بحجر جميع العائلات التي كانت مجتمعة قبل عودتها إلى سرمين مع الحالة المصابة بمنازلهم.
وأضاف فؤاد “كما اغلق معظم المحلات التجارية في المدينة باستثناء عدد بسيط جدًّا منها واقتصر على محلات (السمانة) لتلبية بعض الاحتياجات الضرورية والصيدليات”.
ونسق المجلس المحلي مع الدفاع المدني من أجل التعقيم اليومي للأماكن العامة والجوامع والتركيز بالتعقيم على بيوت المصابين وبيوت العائلات التي اختلطت مع الحالة المصابة.

كيف تعاملت منظمة بنفسج مع مع الإصابات بفايروس كورونا بمدينة سرمين :

أرسلت ينفسج فريق تقييم للبلدة بعد التنسيق مع المجلس المحلي، بالإضافة إلى تعقيم مبنى المجلس المحلي والسيارات التي تُدخل الخضار من المدخل المفتوح، كما نسقت مع الدفاع المدني لتقوم بالتدخل اليومي والمشاركة في خدمات التعقيم للمرافق العامة.

واستقبلت أربع حالات، وهي الحالة الصفرية التي نقلت العدوى وزوجها الذي حمل الفايروس؛ بسبب الاختلاط مع الحالة الصفرية، أمّا الابنة لم تكن تحمل الفايروس ولكن نتيجة المخالطة تم حجرها بمركز العزل، الكائن بأريحا، وحالة رابعة لرجل أُخِذَ مسح له وبانتظار نتيجة المسح.

وتقوم بنفسج بتقديم كل الخدمات اللازمة لهذه الحالات في المركز (وجبات بشكل يومي , الخدمات الأساسية والانترنت).

ما تمّ تقديمه للعائلات :
1-  سلة غذائية عدد 100
2- طرد مياه عدد 100
3- ربطة خبز وزن (1كغ ) عدد 200
4- سلة ضيافة عدد 100

وأوضح فؤاد أنّه تمَّ تعقيم السيارات والفريق وإتلاف جميع الألبسة المستخدمة في عملية التوزيع.

ما تحتاجه المنطقة الآن :

نقل القمامة والأوساخ المتكدسة، التي تعتبر مصدر للأوبئة والأمراض؛ وقد انتشرت كثيرًا بعد ظهور الإصابة؛ نتيجة مخاوف الناس من نقلها.
تقديم المعقمات والكمامات وجميع التجهيزات والخدمات الطبية التي من شأنها تمنع نقل العدوى.
سلل غذائية تساعد العائلات على المكوث بالمنزل والتقليل من التحرك للأسواق.
مبلغ مالي يلزم العائلة على الاستقرار بالبيت، وتخصيص فرد من العائلة فقط؛ لتأمين الاحتياجات من السوق، وبشكلٍ اعتيادي ستقل الأعداد التي يجب أن تتواجد بالأسواق وتُعدم الازدحامات.
التعقيم لجميع المنازل بسرمين على أن تكون المدة بين التعقيم والتعقيم ثلاث ساعات فقط.
تأمين مادة الديزيل، لاستمرار ضخ المياه عبر الشبكة، منعاً لزيادة احتكاك العائلات، واستخدام الماء في التنظيف، حيث أن عملية الضخ اليومي للماء تستمر لمدة 12 ساعة، ويستهلك بذلك 288 ليتر مازوت.. وبذلك تكون حاجة المجلس المحلي بالشهر لـ8640 ليتر شهرياً.
من خلال تنسيق المجلس المحلي مع الهلال التركي استطاع تأمين 1000 ربطة خبز، ويبقى لديه عجز 2000 ربطة وهو بحاجة لتأمينها كون الخبز يعتبر المادة الغذائية الأساسية.
مراكز حجر ضمن سرمين.
سلال نظافة.

اقرأ أيضاً.. تأثير جائحة كورونا على مخيمات النزوح شمال سوريا

وتقع مدينة سرمين في الجهة الشرقية لمدينة إدلب على بعد 7 كم، من مركز المدينة ويقدّر عدد سكّانها بنحو 32000 نسمة، ضمن 2800 عائلة، وما يقارب 1550 عائلة لجأت للمدينة، منذ فترات متباعدة بسبب الحرب.

وحتى لحظة نشر التقرير بلغ عدد الإصابات بفايروس كورونا 38 إصابة بعموم الشمال السوري المحرر، وقد تشافت منها 23 حالة مؤكدة حتى الآن (بحسب شبكة الإنذار المبكر_ ewarn).

اقرأ أيضاً.. مستشفيات الشمال المحرر تحت وطأة كورونا