المستشفيات في الشمال المحرر بين نقص المستلزمات والحاجة الماسة لها

لم تحترم آلة الحرب والقتل المستشفيات والمنشآت الطبية في سوريا، بل تعمد المجرمونَ من نظام الأسد وروسيا أن لا تقوم لتلك المنشآت قائمة، وأن لا يعالج مصابٌ أصابته حمم نيرانهم، ولا مريضٌ يبحث عن علاجٍ في بلد استشرت به الحرب.
خسائر ومخاطر تحيط بالقطاع الطبي والمستشفيات في الشمال المحرر سوريا
خسائرُ المراكز الطبية والمستشفيات كبيرةٌ في سوريا وفي شمالها تحديداً حيث قالت منظمة الصحة العالمية أن 337 هجوماً على مرافق طبية وقعت في شمال غرب سوريا بين عامي 2016 و 2019، وقالت في آذار 2020 أن نصف المنشآت الطبية البالغ عددها 550 منشأة في المنطقة بقيت قيد الخدمة.
ولم تقتصر خسائر القطاع الطبي في سوريا باستهداف المستشفيات وحسب، بل أوضحت “لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) أن حوالي 70% من العاملين في القطاع الصحي غادروا البلاد، وباتت النسبة اليوم طبيباً واحداً لكل 10 آلاف نسمة، ويضطر الكثير من العاملين في القطاع الطبي العمل أكثر من 80 ساعة أسبوعياً.
ولا تزال إلى اليوم المنشآت الطبية في الشمال السوري معرضة للاستهداف، كالقصف الذي تعرض له مستشفى الشفاء في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي وراح ضحيته مالا يقل عن عشرين قتيلاً معظمهم من عاملي القطاع الطبي وعشرات الجرحى، في حين أن مناطق جبل الزاوية جنوب إدلب تكاد تنعدم فيها النقاط الطبية رغم الحاجة الماسة لها لكن استمرار القصف هناك يحول دون ذلك، ما يدفع فرق الإنقاذ لإسعاف الجرحى إلى مناطق بعيدة.
اقرأ ايضاً.. استمرارٌ للحياة يقطعه التدميرٌ الممنهج للمرافق الطبية
المستوصفات والمستشفيات في الشمال المحرر السوري.. خدمات للملايين وضعف في الجهوزية
تواجه المستشفيات والمستوصفات في الشمال السوري مع الكثافة السكانية العالية تحديات وصعوبات عديدة كضغط العمل إذ أن تلك المشافي تقدم خدماتها لما يقارب أربعة ملايين نسمة، ومع نقص الكوادر الطبية والتجهيزات داخل المستشفيات ازدادت تلك الصعوبات.
ويعيش أكثر من 1.5 مليون شخص منهم في المخيمات وتجمعات النازحين والتي تتطلب وجود كم أكبر من المراكز الطبية فيها والتي تبعد معظمها عن تلك المخيمات مما يزيد أوضاع النازحين سوءاً.
ويتطلب الشمال السوري وجود مستوصفات ومشافي بنسبة أكبر خاصةً في مناطق المخيمات، وتزويدها بالتجهيزات الطبية اللازمة والأدوية المجانية لأصحاب الأمراض المزمنة كمرضى السكري والمراكز اللازمة لغسيل الكلى وغيرها من الأمراض التي تشكل عبئاً على المرضى.
اقرأ أيضاً.. مشفى الأمل.. مبادرة لدعم القطاع الصحي في شمال سوريا
مستشفيات الشمال المحرر تحت وطأة كورونا
تعاني مستشفيات الشمال السوري منذ ما يقارب الشهر وإلى اليوم من ضغوطات كبيرة و أصعب أزمة صحية عاشتها المنطقة بعد موجة جديدة لوباء كورونا “كوفيد-19” وانتشار المتحور “دلتا” والذي أدى لتضاعف الإصابات بالفيروس وعدم قدرة المستشفيات المتوفرة استيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين.
وفي الفترة الممتدة بين 10 و 14 أيلول الجاري سجل الشمال السوري 5719 إصابة جديدة بفيروس كورونا ما رفع أعداد المصابين الإجمالية إلى 56228 إصابة، بالإضافة لتسجيل 24 وفاة جديدة في تلك الفترة لتصبح إجمالي الوفيات 885 وفاة وذلك بحسب شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة.
وتشهد المستشفيات المتخصصة ومراكز العزل ازدحاماً شديداً امتلأت اثره أسرة المستشفيات وانعدمت أجهزة التنفس الفارغة إذ لا يخلوا أية جهاز من مصاب بالفيروس، مما زاد الضغط على عاملي القطاع الطبي الذين يقاومون الفيروس وهم الأكثر عرضةً للإصابة به إذ أصيب فقط في الفترة الممتدة بين 10 و 13 أيلول 70 عاملاً في القطاع الطبي بفيروس كورونا.
ماهي كمية اللقاح المضاد لكورونا المتاحة شمال سوريا؟
وصلت في الثالث من الشهر الجاري إلى الشمال السوري دفعة ثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا عبر برنامج “كوفاكس” التابع لمنظمة الصحة العالمية من نوع “سينوفاك” الصيني والتي تقدر كميتها ب 36 ألف جرعة، وسبق تلك الدفعة بأيام وصول الدفعة الثانية من لقاح “استرازينيكا” والتي تضم 36400 جرعة، بينما ضمت الدفعة الأولى مايقارب 53 ألف جرعة.
وقالت مديرية صحة إدلب أن إجمالي الأشخاص الذين تم تطعيمهم باللقاح في محافظة إدلب حتى 12 أيلول الجاري بلغ 51918 شخص، 34914 منهم أخذوا جرعة واحدة فقط، وتعتبر تلك اللقاحات غير كافية لسكان الشمال السوري إذ أنها لا تلبي حاجة 4% منهم فقط، وتتطلب الكثافة السكانية في مناطق المخيمات دفعات أكبر بكثير من اللقاح المضاد للفيروس.
اقرأ أيضاً.. تأثير جائحة كورونا على مخيمات النزوح شمال سوري
لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]