تأثير جائحة كورونا على مخيمات النزوح شمال سوريا

في الشمال السوري، شهدنا عودة تأثير جائحة كورونا بشكل قوي ومدمر مع انتشار الموجة الجديدة من وباء كوفيد-19 وظهور المتحور الجديد دلتا.

تعد هذه الموجة واحدة من أخطر الموجات التي تضرب المنطقة منذ بداية انتشار الفيروس. اعتبارًا من مطلع شهر أيلول/سبتمبر، بلغ معدل الإصابات النشطة يوميًا في هذه المنطقة حوالي 25,000 حالة، مما يشكل تحديًا كبيرًا للسلطات الصحية والمجتمع المحلي.

 تأثير جائحة كورونا ما زال يلقي بظلاله على حياة الأشخاص والمجتمعات في هذه المنطقة، مما يستدعي استمرار الجهود لمكافحة الفيروس وتقديم الدعم للمتضررين.

 

مخيمات الشمال السوري بين الواقع الأليم وتأثير جائحة كورونا: 

على مدار العشر السنوات السابقة انتشرت آلاف المخيمات كنتيجة للقصف المستمر وعمليات التهجير الممنهجة، ما أجبر الملايين من السوريين لترك منازلهم والاتجاه نحو الشمال السوري، والالتجاء في الخيم بطريقة عشوائية دون أي بنى تحتية سليمة.

مع ازدياد تأثير جائحة كورونا بعد انتشار الوباء، تزايدت تحديات ومعاناة قاطني المخيمات بشكل ملحوظ. فظهور أول حالة إصابة بوباء كوفيد-19 العام الماضي أثر بشكل كبير على حياتهم. إذ توقف العديد منهم عن عملهم بسبب الإصابات بالفيروس، مما أضافت طبقة جديدة من التحديات إلى واقعهم الصعب.

 تأثير جائحة كورونا لم يكن مجرد تهديد للصحة العامة، بل أثر أيضًا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لهؤلاء الأشخاص الذين يعيشون في ظروف صعبة بالفعل.

بينما يعاني آخرون من تأمين أهم مستلزماتهم الأساسية بسبب الغلاء الذي رافق الوباء، إضافة إلى صعوبة تطبيق الإجراءات الاحترازية للوباء.

الإجراءات الاحترازية رفاهيات بعيدة صعبة المنال، إذ أن غسل اليدين لمدة 20 إلى 40 ثانية هي أمر شبه مستحيل في مخيم تضطر فيه إلى المشي لعدة أمتار للحصول على مياه الشرب، أما عن تعقيم اليدين بشكل مستمر فهو خيار غير مطروح أساساً فالكثير من العائلات لا تملك ثمن احتياجاتها الأساسية حتى تملك ثمن المعقمات الطبية.

كما أن البنى التحتية السيئة للمخيمات جعلت تنفيذ إجراءات المسافة الاجتماعية بين الأفراد أو حتى بين الخيم مستحيلة، إذ تكون الخيمة بجانب الأخرى تماماً لتحقيق الاستفادة القصوى من المساحة، وإقامة الخيم التي قد تحوي على أكثر من عائلة في آن واحد.

الكمامة يدوية الصنع، والتي تحيكها الكثير من النساء من قماش مهترئ أو قديم واستخدامها لمرات عديدة هي حلٌ وحيد للكثيرين لاتباع إجراءات الوقاية من الفيروس والحد من انتشاره قدر الإمكان.

اقرأ أيضاً.. المستشفيات في الشمال المحرر بين نقص المستلزمات والحاجة الماسة لها

 

تأثير جائحة كورونا – تفشٍ سريع في الشمال السوري: 

منذ مطلع شهر أيلول / سبتمبر بلغ معدل الإصابات 25,000 إصابة يومياً معظمهم من الشباب، حيث وصل إلى إجمالي 54,993 إصابة، وهو خطرٌ حقيقي على مخيمات الشمال السوري مع استحالة تطبيق الحظر الصحي أو حتى اتباع الإجراءات الاحترازية، بالإضافة إلى شحّ الإمكانيات الطبية للتعامل مع الوباء.

بينما بلغ عدد الوفيات 878 وفية منذ وصول الوباء للشمال السوري حتى الآن بحسب Health Cluster.

اللقاح وهو أكثر الإجراءات فعالة للحماية من كورونا، ولم يتوفر هنا بشكل كافٍ، إذ وصل منه 110 آلاف جرعة فقط  إلى الشمال السوري حيث يقطن أكثر من 4 مليون سوري، أي أن الكمية المتوفرة لا تكفي إلا ل 4% من السكان.

حصل عليه العاملون في الصفوف الأولى من الأطباء والممرضين والمسعفين، كما حصل عليه العاملون في المجال الإنساني وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، أي أن اللقاح هو الآخر أيضاً ليس خياراً متاحاً للجميع.

 

الجاهزية الصحية خلال فترة جائحة كورونا: 

لم تكن المستشفيات والمؤسسات الحكومية مؤهلة للتعامل مع وباء خطرٍ سريعُ التفشي كوباء كوفيد-19، إذ أن الإمكانيات البشرية والمعدات الطبية قليلة لا سيما بعد خروج الكثير من المشافي عن الخدمة بسبب قصف نظام الأسد.

ففي عام 2020 وحده استهدف نظام الأسد وحلفائه أكثر من 35 منشأة طبية خرج منها 3 عن الخدمة بشكل كامل، بينما لحقت أضرار بالمنشآت الأخرى، أدت هذه الاستهدافات المتكررة إلى ضعف في جهوزية المستشفيات للتعامل مع أي وباء محتمل والتي لا تتناسب أصلاً مع أعداد السكان في الشمال السوري.

بلغت مراكز العزل المجتمعي ذروتها في استقبال المصابين بفيروس كورونا والمتحور الجديد دلتا، وبات وجود شاغراً غير ممكناً منذ بدء انتشار الموجة الحالية من الوباء.

تعمل الفرق الطبية المتخصصة في التعامل مع وباء كورونا على مدار الساعة لتقديم رعايتها وخدماتها للمصابين، لكنهم باتوا منهكين من التعب والإرهاق بسبب الأعداد الكبيرة للمصابين وضعف واضح ونقص في الكوادر المؤهلة.

 

تأثير جائحة كورونا على التعليم:

 

لا يمكن النظر إلى تأثير جائحة كورونا على المجتمع دون أن نلقي الضوء على تأثيرها الملموس على نظام التعليم. منذ ظهور الجائحة، تأثرت عمليات التعليم في جميع أنحاء العالم بشكل كبير، ولكن تأثيرها كان أكثر وضوحًا في المناطق الفقيرة والمجتمعات الضعيفة، مثل مناطق النزوح والمخيمات.

 

أغلقت المدارس والجامعات في معظم البلدان لفترات طويلة من الزمن، مما أدى إلى توقف العملية التعليمية وتعطيل التقدم الدراسي للطلاب. تضرر العديد من الطلاب من عدم توفر وسائل التعليم عن بعد، وهو ما زاد من فجوة التعليم بين الأغنياء والفقراء.

 

بالإضافة إلى ذلك، تضررت الفرص التعليمية والتدريبية للشباب والشابات بشكل كبير، حيث أدى تفشي الجائحة إلى انخفاض فرص العمل وتقليل فرص التدريب والتطوير المهني. وبالنظر إلى أن الشباب يشكلون جزءًا مهمًا من المجتمع والقوى العاملة المستقبلية، فإن تأثير هذا التأخير في التعليم والتطوير يمكن أن يكون له تأثير على الاقتصاد والمجتمع على المدى الطويل.

 

مساهمات منظمة بنفسج للحد من تفشي وتأثير جائحة كورونا: 

منذ لحظة وصول فيروس كورونا إلى شمال سوريا، أصبح واضحًا تأثير جائحة كورونا على الوضع الصحي والطبي في المنطقة.

عملت منظمة بنفسج بجد واجتهاد على إنشاء مراكز عزل مخصصة للمصابين وتدريب كوادر طبية مؤهلة للتعامل مع هذا التحدي الصحي الهام. تم تخصيص ثلاث مراكز لعزل المصابين والمشتبه بهم في مناطق إدلب وأريحا وكفرتخاريم، حيث يعمل كادر طبي متخصص بكفاءة على تقديم كافة الخدمات الضرورية لمساعدة المصابين والحفاظ على سلامة المجتمع المحيط.

يعكس هذا الجهد الجبار استجابة فعالة لتأثير جائحة كورونا على الصحة العامة في المنطقة.

كما أنشأت معملاً لتصنيع الكمامات وصلت إنتاجيته إلى مليونين ونصف مليون كمامة وتوزيعها على العاملين في المجالين الطبي والإنساني وعلى أفراد المجتمع، كما عملت منظمة بنفسج أيضاً على تعقيم المرافق العامة بشكل دوري وإقامة جلسات التوعية لعشرات الآلاف من أفراد المجتمع بالإضافة إلى توزيع حقائب المنظفات والمعقمات والبروشورات التوعوية.

اقرأ أيضاً.. كيف تعاملت بنفسج مع الإصابات بفايروس كورونا بمدينة سرمين شمال غرب سوريا

هل ترغب في المساهمة للحد من تفشي الوباء؟

 

الأسئلة الشائعة  حول تأثير جائحة كورونا

ما أثر فيروس كورونا (كوفيد-19) على المجتمع والاقتصاد؟

أثر فيروس كورونا بشكل كبير على المجتمع والاقتصاد على الصعيدين العالمي والمحلي. أدى انتشاره إلى إغلاق الأعمال والمدارس، وتأثيراته الاقتصادية أدت إلى فقدان وظائف وتضرر العديد من الصناعات.

كيف أثر فيروس كورونا على مخيمات اللجوء؟

أثر فيروس كورونا بشكل خاص على مخيمات اللجوء، حيث زادت التحديات الصحية والاجتماعية بسبب الظروف الكثيفة في هذه المخيمات. تضمنت التأثيرات انتشار العدوى بسرعة بين اللاجئين وصعوبة توفير التباعد الاجتماعي والوصول إلى الرعاية الصحية.

ما هي الإجراءات التي اتخذتها المنظمات الإنسانية لمواجهة تأثير فيروس كورونا في مخيمات اللجوء؟

اتخذت المنظمات الإنسانية إجراءات للتصدي لتأثير كورونا في مخيمات اللجوء، منها توزيع المعدات الوقائية وتقديم التثقيف الصحي، وتوفير الرعاية الصحية والاختبارات، وزيادة الوعي بأهمية التباعد الاجتماعي والنظافة. تعمل هذه المنظمات على تقديم الدعم للأفراد المتأثرين وتقديم المساعدة الإنسانية الضرورية.

لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]