كيف ساهمت بنفسج في تخفيف عمالة الأطفال شمال غرب سوريا

تمثل عمالة الأطفال وضعاً يجعل من الأطفال يتحملون مسؤولية إعالة الأسرة وتكاليف المعيشة، مما يعني حرمانهم من حقوقهم الأساسية كالطفولة والتعليم واللعب، وهي ظاهرة شائعة في البلدان الفقيرة والمتوسطة، وتزداد انتشاراُ في أماكن الحروب، وهو ما نشهده في سوريا اليوم بعد 13 عاماً من الحرب التي سلبت الكثير من طفولتهم.

 

كيف أثرت الحرب على عمالة الأطفال

حرمت الحرب في سوريا الأطفال من أبسط حقوقهم، ووقع على عاتق الأهالي محاولات تأمين متطلبات المعيشة في ظل الحرب والفقر والتردي الاقتصادي، ومع العجز عن تلبية أبسط مقومات الحياة وسد الاحتياج، أجبر أطفال شمال غرب سوريا على ترك التعليم واللعب مقابل العمل بشكل غير قانوني وبأجور زهيدة في مهن تشكل خطراً على حياتهم أحياناً، مثل جمع البلاستيك، في استغلال صريح لطفولتهم وعدم قدرتهم على الدفاع عن حقوقهم.

 

كيف ساهمت بنفسج في تخفيف من عمالة الأطفال؟

 

قامت بنفسج بدورها بمبادرات عدة بهدف التخفيف من عمالة الأطفال ومنع التسرب من التعليم، إيماناً منها بأهمية التعليم بالإضافة إلى خطورة العمالة على الصحة الجسدية والنفسية للطفل، وعواقبها الوخيمة على المجتمع ككل، من خلال أنشطة عدة ساهمت بالتأكيد بزيادة التحاق الأطفال بالمدارس واكتسابهم حق التعليم أبرزها:

بطولة كرة القدم

نظمت بنفسج بطولة كرة قدمٍ بعنوان “الأطفال الأبطال” في المنطقة الصناعية في مدينة إدلب، وشمل ذلك تدريب 80 طفلاً ممن يعملون في مهن مختلفة لمدة ثلاثة أيام، بهدف تسليط الضوء على عمالة الأطفال في تلك المنطقة، وقدرات الأطفال ومواهبهم الرياضية، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. 

ولم ينته الأمر هنا، بل أن “حبيب” قائد فريق حماية الطفل في بنفسج، وفريقه، شكلوا فرق رياضية مع الأطفال المتواجدين في المخيمات. وشاركت هذه الفرق في المباريات الرياضية، مما حفز الكثير منهم على الاستمرار باللعب في الأندية المحلية، وإعطائهم فرصة لتحقيق أحلامهم في عالم الرياضة الممتع.

 

أنشطة مشروع وقتي

يهدف مشروع “وقتي” إلى تعزيز التعليم للأطفال المتسربين عبر تقديم تعليم غير رسمي وتعليم متنقل. نحن نسعى لتحسين وصول هؤلاء الأطفال إلى فرص تعليمية أفضل.

نقوم كذلك بتقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي من خلال جلسات توعية تفاعلية تسلط الضوء على أهمية التعليم وخطورة عمالة الأطفال. ويتم تصميم هذه الجلسات لتشمل الأطفال وأولياء الأمور بهدف إشراكهم في العملية التعليمية.

كما نوفر مجموعات تنمية الطفولة المبكرة التي تساهم في تحفيز النمو المعرفي للأطفال وتعزيز استعدادهم للانخراط في التعليم الرسمي. وهي مجموعات تتضمن ألعاباً وكتباً ومواد تعليمية مناسبة للأطفال في فترة الطفولة المبكرة (من 0-6 سنوات).

“مضطرة لإرسال ابني للعمل بسبب وفاة زوجي وإصابتي، ولكن الخياطة لا تكفي لتأمين إيجار المنزل. الوضع صعب جدًا.”

 

 

الخدمات التي قدمها قطاع الحماية بالتعاون مع قطاع التعليم في بنفسج

 

  • جلسات دعمٍ نفسي اجتماعي: تهدف هذه الجلسات إلى مساعدة الأفراد والأسر الذين عانوا من الحرب والتهجير والفقد. من خلال التركيز على تعزيز قدرتهم على التعافي وممارسة مهامهم اليومية بعد مرورهم بتجارب مؤلمة.
  • جلسات والدية: هذه الجلسات هي جزء من جهود بفنسج لتوعية الأطفال وأولياء أمورهم حول أهمية التعليم، وحقوق الطفل، بالإضافة إلى التحذير من خطورة عمالة الأطفال ممن هم في عمر المدرسة.
  • إدارة الحالة: يتم تنظيم جلسات خاصة للأهل والطفل تهدف إلى دراسة احتياجاتهم وفهم العقبات التي تواجههم. يتم بعد ذلك السعي لتوفير الدعم اللوجستي الضروري الذي يسهل عودة الأطفال إلى مقاعد الدراسة.

 

صرحت بدورها مسؤولة قسم الحماية في بنفسج “داليا بيطار”:

“إجبار الأطفال على العمل لفترات طويلة دون راحة كافية يُعد أحد أسوأ أشكال العمالة، مما يشكل خطراً على نمو الأطفال الجسدي والعقلي. تأثير ذلك يمتد ليشمل حقوقهم الأساسية، خاصة حق التعليم الجيد، مما يقلل من فرصهم المستقبلية.

يتخذ فريق الحماية في بنفسج إجراءات متخصصة من خلال خدمات إدارة الحالة، وتعزيز الوعي، وتنظيم أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي، بالإضافة إلى تقديم الدعم للعائلات المحتاجة بهدف الحد من الفقر وتقليل ظاهرة عمالة الأطفال.”

 

شارك المقال

اقرأ أيضاً

مقالات أخرى مشابهة