أوضاع مخيمات النزوح شمال سوريا – هل تقيهم من برد الشتاء وحر الصيف؟
أصبحت أزماتُ المهجرين من منازلهم قسراً إلى مخيمات النازحين المنتشرة على كامل الشريط الحدودي مع تركيا وفي بعض مدن الشمال السوري أكبرُ من أن تحصى و تحصر في التهجير وحسب، فتلك الأزماتُ متجددة وموسمية ترافقُ رحلةَ لجوئهم ونزوحهم.
مخيماتُ النازحين في الصيف.. مشكلاتٌ وحلول
ازدادت معاناة النازحين هذا الصيف مع انتشار وباء كورونا والخشية من أن تصبح المخيمات بؤرةً لتفشي الوباء، حيث سجل فيها خلال شهر آب/أغسطس الفائت 1440 إصابة، وخطورة الجائحة تستوجب على المدنيين اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار فيروس كورونا والعمل على تلقي اللقاح المضاد بشكل فوري، كما يستوجب على المنظمات الدولية توريد المزيد من اللقاح المضاد لفيروس كورونا وتفعيل مراكز للعزل، وإقامة مشاريع النظافة والتعقيم داخل المخيمات. وعانى سكان المخيمات خلال فصل الصيف من انتشار الأمراض الجلدية بكثافة، والتي ظهرت مؤخراً على عشرات الأطفال، ويرى مسؤولو القطاع الصحي أن تلك الأمراض نشأت من انتشار المستنقعات و قنوات الصرف الصحي داخل المخيمات، وعدم توفر مياه الشرب والمياه الصالحة للنظافة بشكل جيد. وتعاني مخيمات النازحين من نقص في مياه الشرب حيث أن 45% من إجمالي المخيمات غير مخدمة بمياه الشرب النظيفة، وتعاني فقراً في مشاريع الصرف الصحي حيث أن 67% من إجمالي المخيمات غير مخدمة بمشاريع الصرف الصحي، مما يدعو المنظمات الدولية لزيادة مشاريع الصرف الصحي وإنهاء ظواهر المستنقعات و السواقي داخل الخيام وتأمين المياه في مخيمات النازحين. اقرأ أيضاً.. بين الحرارة والحرائق .. كيف يكون الصيف في مخيمات النزوح؟
ارتفاع درجات الحرارة و قلة مياه الشرب تفاقم المعاناة
ترتفع درجات الحرارة في فصل الصيف داخل الخيام كونها مصنوعة من العوازل البلاستيكية والتي تجعل الخيمة لاهبةً ولا تصلح للسكن، وتزيد من فرص إصابة النازحين بأمراض عديدة كنوبات الحمى والأمراض الجلدية خاصةً عند الأطفال، ويصعب على الأهالي تبريد خيامهم مع صعوبة تأمين التيار الكهربائي وارتفاع تكاليفه، فتكون أنظمة التبريد غير متاحة للجميع. ويجد الأهالي صعوبةً في تأمين مياه الشرب كون أن خزانات المياه جميعها خارج الخيام معرضةً للشمس بشكل مباشر فتصل المياه درجة الغليان، ويتجه الأهالي لشراء الثلج مجهول المصدر ومرتفع الثمن والذي يسبب أمراضاً عديدة وعبء اقتصادي لهم.
قرأ أيضاً.. الصيف، شكل جديد للعذاب في شمال غرب سوريا
مخيماتُ النازحين في فصل الشتاء
مع كل شتاء تتفاقم معاناة سكان مخيمات النازحين في الشمال السوري، فالأمطار المتساقطة على خيامهم المتهالكة و البرد المتسلل إلى أجسادهم تزيد المعاناة، ولعل أصعب رحلة يعاني منها النازحون في الشتاء رحلة البحث عن الدفء، فالخيمةُ ذات الجدران الهشة لا تقيهم برداً ولا زمهريرا. وأصبح الناس يستخدمون وسائل بدائية لتأمين الدفء واضطر الكثير منهم لحرق الملابس والكرتون والأكياس والبلاستيك، ومنهم من يستخدم مدافئ بدائية ومواقد تشكل خطراً على حياتهم، وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة من أن نقص المساعدات الشتوية والتي لم يحصل عليها سوى 250 ألف شخص في تشرين الثاني 2020 بأنها تقود السكان للجوء لطرق غير آمنة في الحصول على الدفء. كما عانى النازحون في المخيمات في فصول الشتاء الفائتة من فيضانات تركت أضراراً بشرية ومادية جسيمة وخاصةً في المخيمات العشوائية غير المنتظمة، حيث تحولت تلك المخيمات من مكان يلجأ الناس إليه إلى مستنقع كبير، ويتواجد في الشمال السوري 452 مخيماً عشوائياً يقطنها 233671 نازح. ولتخفيف المعاناة عن كاهل النازحين في فصل الشتاء يتوجب تأمين اللباس الشتوي الكافي للنازحين و وسائل التدفئة الملائمة والعمل على استبدال الخيام بمخيمات اسمنتية او منازل مؤقتة أو خيام أكثر أمناً، بالإضافة لشق الطرقات ضمن المخيمات العشوائية ورصفها بشكل جيد وتخديمها بمشاريع الصرف الصحي.
اقرأ أيضاً.. مخيمات الشمال السوري في فصل الشتاء
إنها مآسي وليست أرقام..
بحسب تنسيق المخيمات و إدارة المخيمات CCCM تأثر أكثر من 142 ألف نازح تأثروا بفعل الأمطار والرياح القوية في مخيمات النازحين شمال سوريا ابتداءً من منتصف كانون الثاني، وتسببت تلك العوامل بمقتل نازح و ضرر لحق ب 25600 خيمة، أما في الفترة الممتدة بين 24 كانون الثاني وحتى شباط تضرر 24354 نازح في 99 موقع إثر الفيضانات، وتسببت ب تدمير وإتلاف 4575 خيمة. وفي آذار ألحقت الرياح ضرراً ب 88 مخيماً تدمرت خلالها 1521 خيمة، ما أجبر عشرات العوائل على تغيير سكنهم، ويقول المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “ستيفان دوغاريك” أنه أكثر من 1700 أسرة تضررت بسبب الفيضانات في مخيمات شمال غرب سوريا، وتهدمت أكثر من 200 خيمة، في حين تضررت أكثر من 1400 خيمة جزئياً. أما الحرائق فخلال النصف الأول من العام الجاري نشب 116 حريقاً في مخيمات النازحين تضررت اثرها 276 خيمة، وتسببت بوفاة 8 أشخاص بينهم 6 أطفال و امرأتين، وأصابت 14 شخصاً بينهم 5 أطفال بحروق. ويعيش أكثر من نصف النازحين بحسب HNAP في مساكن غير ملائمة، ويعيش 150 ألف نازح في مآوي مؤقتة، و 175 ألف منهم يعيش في مباني دون المستوى المطلوب، في حين يضطر 59% من النازحين الذين يعيشون في مباني متفاوتة لدفع الإيجار، ومع صعوبة تأمين الإيجار يضطر العديد من الناس للانتقال إلى المخيمات والتي باتت تأوي 1 مليون و 654 ألف نازح.
اقرأ أيضاً.. عبر مشروع السلل غير الغذائية تستجيب بنفسج للعائلات المتضررة من الشتاء لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]