مشفى الأمل.. مبادرة لدعم القطاع الصحي في شمال سوريا
يرقد المريض في سريرٍ داخل مشفى غير مكتمل التجهيزات ولا يملك إلا أدنى مقومات اعتباره مركزاً طبياً يستقبل المرضى، فإذ بطيارة تحوم من فوق المشفى وتقصفه ما يحوله إلى خراب ودمار ويبقى ذلك المريض بلا مكان يحوي ألمه -إن نجا من تلك الضربة- فيبحث عن مشفى آخر يستقبله بعد خروج الأول عن الخدمة لكن أن تجد شاغراً في منطقة تتعرض فيه المراكز الطبية للقصف والخروج عن الخدمة باستمرار يعتبر إنجازاً بحق.
القطاع الصحي .. ضعف الإمكانيات وكثرة الخسارات:
كغيره من القطاعات الأخرى لحق الضرر بالقطاع الصحي وكبده خسائر فادحة، وعرقل على المرضى حقهم في الوصول إلى الخدمات الطبية بشكل سريع وآمن، إذ شن نظام الأسد وحلفاؤه 337 هجوماً على المرافق الطبية بين عامي 2016 و 2019 بحسب منظمة الصحة العالمية، في حين أشارت أيضاً في آذار 2020 أن نصف المنشآت الطبية في ذات المنطقة والبالغ عددها 550 منشأة قد خرجت عن الخدمة.
ووفقاً لتقرير نشرته لجنة الإنقاذ الدولي في آذار 2021 فإن الأمم المتحدة وثقت 113 هجوماً على المراكز الطبية سجلوا في عامي 2019-2020 من قبل أطراف النزاع في سوريا.
اقرأ ايضاً.. استمرارٌ للحياة يقطعه التدميرٌ الممنهج للمرافق الطبية
لم تقتصر خسائر القطاع الصحي على استهداف المنشآت الطبية فحسب، بل تعدت ووصلت إلى الكوادر الطبية، إذ رصدت لجنة الإنقاذ الدولي في تقريرها الصادر عام 2021 بعنوان: “بعد 10 سنوات، لا تزال الأزمة السورية تمثل حالة طوارئ إنسانية كبيرة وحادة” أن ما يقدر بنحو 70% من القوى العاملة في البلاد غادرت إلى دول أخرى إثر استمرار تعرض حياتهم للخطر وللقصف المباشر في أي لحظة ممكنة.
بينما لا يقل عن 3.364 فرداً من العاملين في مجال الرعاية الصحية لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري بحسب تقرير نشرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ووفقاً للتقرير فقد وثق مقتل ما لا يقل عن 87 من العاملين في القطاع الصحي تحت التعذيب على أطراف النزاع في الفترة الممتدة ما بين آذار 2011 و شباط 2021.
المراكز الصحية في الشمال السوري:
تحديات وعقبات تواجهها المستشفيات والمراكز الطبية الشمال السوري، لا سيما مع الكثافة السكانية العالية إذ تقدم المنشآت الطبية خدماتها لما يقارب 4 مليون نسمة مع ضعف الجهوزية وقلة الموارد والمعدات الطبية ونقص في الكوادر الطبية، في حين أن 3.1 مليون نسمة من الذين يعيشون في الشمال السوري بحاجة إلى المساعدة الطبية بحسب الأمم المتحدة، فيما أوضحت أن التحديات الحرجة المتعلقة بأزمة القطاع الصحي ترتبط بزيادة انعدام الأمن والنزوح وارتفاع مستويات الفقر.
اقرأ أيضاً.. المستشفيات في الشمال المحرر بين نقص المستلزمات والحاجة الماسة لها
ومع ظهور فيروس كورونا وانتشاره في الأعوام الماضية ووصوله إلى سوريا أرهقت المشافي وتحملت أعباء أزمة صحية كبرى ما أفضى إلى عدم طاقة المشافي إلى استقبال الأعداد الكبيرة من المصابين واقتصرت على الحالات العاجلة والخطرة فقط.
اقرأ أيضاً.. الجاهزية الصحية خلال فترة جائحة كورونا في الشمال السوري
يتطلب الشمال السوري وجود عدد أكثر من المستوصفات والمشافي والمراكز الصحية لسهولة الوصول إلى الخدمات الطبية دون عبء التنقل إلى مناطق بعيدة لا سيما في مناطق المخيمات وتجهيزها بالمعدات الطبية اللازمة.
مشفى الأمل.. مبادرة لدعم القطاع الصحي في شمال سوريا:
أنشأت منظمة بنفسج مشفى الأمل للنسائية والأطفال في مدينة اعزاز عام 2016 لدعم القطاع الصحي وإتاحة الوصول إلى الخدمات الطبية، إذ يستقبل المشفى الحالات النسائية وحالات الأطفال عبر 3 أجنحة أساسية، في حين يصل عدد المستفيدين إلى أكثر من 2000 حالة أسبوعياً.
على مدار 24 ساعة يقدم جناح النسائية خدمات الولادات الطبيعية، الولادات القيصرية ضمن قسم المخاض، وإجراء العمليات الجراحية النسائية ضمن قسم العمليات، كما يقوم قسم الإسعاف باستقبال الحالات الإسعافية النسائية.
وعبر ثلاثة أقسام أيضاً يعمل جناح الأطفال على مدار الساعة على استقبال الحالات الإسعافية للأطفال ضمن قسم الإسعاف، استقبال الحالات المرضية للأطفال الذين يحتاجون للمتابعة داخل المشفى، بالإضافة إلى قسم الحواضن حيث يتم استقبال الأطفال حديثي الولادة حيث يتم تقديم الرعاية اللازمة لهم.
كما يستقبل المشفى الحالات غير الطارئة في أيام الأسبوع عبر عيادات الأطفال، النسائية والتغذية.
تحت إشراف كادر متخصص ومؤهل من الأطباء والممرضات وعاملون آخرون يقدم مشفى الأمل خدماته والرعاية اللازمة لكافة الحالات التي يقوم باستقبالها ومتابعتها ضمن المعايير الطبية العالمية.
إبراهيم.. أحد المستفيدين من خدمات مشفى الأمل:
إبراهيم طفل يبلغ من العمر 4 سنوات، يعيش مع عائلته المكونة من 7 أفراد في أحد مخيمات اعزاز.
يستفيد إبراهيم من خدمات مشفى الأمل إذ يقدم له خدمة مراجعة عيادة الأطفال بشكل مستمر، كما يتم نقلهم إلى المشفى عن طريق الباص الخاص لنقل المرضى، حيث تتم مراقبة الأطفال بشكل مستمر وتقديم الأدوية لهم لعدم توفير المال لشرائها بسبب الظروف الصعبة.
يتمنى والد إبراهيم أن تدوم مثل هذه المشاريع الطبية والاستمرار بها وتوسيعها لتتحمل العبء عن الأهالي في تأمين المستلزمات الطبية”.
لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]