سلل غير غذائية كاستجابة طارئة
بينما تدخل الأزمة السورية عامها الحادي عشر تتبدد أمنيات النازحين بالعودة إلى ديارهم وأحلام الأطفال الذين اعتادوا الخيم مسكناً لهم بشتاء دافئ لا يتسلل فيه البرد إلى أجسادهم الصغيرة ولا تبردهم فيه مياه الأمطار التي أغرقت خيمهم أحياناً وأجبرتهم على النزوح أو البقاء في العراء أحياناً أخرى.
شتاء آخر ومعاناة واحدة !
في كل فصل شتاء يتكرر ذات المشهد وذات المعاناة لسكان الشمال السوري عموماً والنازحين في المخيمات خصوصاً. في الشمال السوري حيث يقطن أكثر من 6.9 مليون نازح بينهم أكثر من مليوني شخص في أكثر من 1760 مخيماً عشوائياً وأخرى مخططة تعيش العائلات ألماً من سوء أوضاع المخيمات التي تفتقد للبنية التحتية الأساسية من طرقات وشبكات صرف صحي وذلك بحسب طبيعة المناطق التي أقيمت عليها المخيمات والتي تفتقد للوسائل التي تمنع مياه الامطار من التجمع وإحداث السيول والفيضانات مثل وجود قنوات التصريف أو وجود سواتر ترابية لا سيما في المخيمات التي تقع في الأودية أو ضمن مجاري السيول، بالإضافة إلى الطرق الترابية الغير معبدة والتي تعيق عمليات التنقل والتي غالباً ما تتحول إلى برك من الوحل بعد عاصفة مطرية، لكن لم تعد تقتصر المعاناة على سكان المخيمات فحسب بل وصلت إلى المنازل فبحسب تقرير نشرته قوات الدفاع المدني السوري عن أحوال الشتاء قالت فيه أن الأضرار وصت إلى المنازل حيث تهدمت بعض الجدران الآيلة للسقوط في مدن أريحا وسرمين وجرابلس وفي أحد المخيمات قرب مدينة مارع.
من جهته قال السيد ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للولايات المتحدة الأمريكية نقلاً عن أمهات سوريات قابلهن خلال زيارته الأخيرة إلى سوريا: “إنهنّ مع الشتاء القادم عالقات بين المطرقة والسنديان فإما أن يطعمن أطفالهن ويتركونهم يتجمدون من البرد، أو يبقونهم دافئين ولكن بلا طعام إذ لا يمكنهن تحمل تكلفة الوقود والطعام معاً”.
ويشهد الشمال السوري ارتفاعاً واضحاً وشديداً في أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية بسبب تقلبات الليرة التركية والتي تعتبر العملة الرسمية في محافظة ادلب.
اقرأ أيضاً.. مخيمات الشمال السوري في فصل الشتاء
عبر مشروع السلل غير الغذائية تستجيب بنفسج لاحتياجات السكان:
كاستجابة لتلك الأوضاع المأساوية التي يعيشها أكثر من 4.7 مليون شخص في الشمال السوري قامت منظمة بنفسج بالشراكة مع منظمة Care بتوزيع السلل غير الغذائية والتي تحوي على (حصيرة، فرش، حرامات بالإضافة إلى عبوات مياه وعدة طوارئ) ل 700 عائلة نازحة من العوائل الأشد ضعفاً والأكثر حاجة في مخيم الزيتون بمنطقة كللي شمال مدينة ادلب بهدف تغطية حاجة العوائل المحتاجة من المواد غير الغذائية.
اقرأ أيضاً.. بين الشتات والشتاء.. كيف يستجيب متطوعو بنفسج
يحيى ومحمد.. قصص معاناة استفادت من مشروع السلل غير الغذائية
يحيى ذو 35 عاماً هُجر قسراً مع عائلته من مدينة حلب قبل عدة سنوات، خلال نزوحه الأول فقد كل ما يملك ثم اضطراً لاحقاً للنزوح مرتين قبل أن يستقر في مخيم الزيتون بمنطقة كللي شمال مدينة ادلب حيث يعيش هناك في شقة بسيطة مكونة من غرفتين ومطبخ. يعاني يحيى منذ صغره من إعاقة سفلية نتيجة إصابته بمرض الحمى وارتفاع بدرجة الحرارة لديه، لم يستطع يحيى الحصول على علاج يخفف من ألمه بسبب عدم توفره في شمال غرب سوريا أو غلائه إن وجد. يقول يحيى: “أتمنى أن أملك بعض المال لسد احتياجات عائلتي حيث أن لدي طفلين وتقيم والدتي معنا، أحاول البحث عن فرصة عمل تناسب وضعي لكنني لم أجد وبدأت أفقد الأمل بالحصول على وظيفة تناسب وضعي الصحي”.استفاد يحيى من نشاط توزيع السلل الغير غذائية في مخيمه التي تقدمه منظمة بنفسج ضمن مشروع الاستجابة الطارئة للعوائل المقيمة في المخيم.
محمد نازح مع عائلته للمرة الثالثة منذ عدة سنوات، تستقر العائلة حالياً في مخيم الزيتون التابع لمنطقة كللي شمال مدينة إدلب.
يخبرنا محمد البالغ من العمر 40 عاماً عن معاناته التي بدأت منذ سنوات قائلاً: “بدأت معاناتي منذ سنوات حين رزقت بطفلتين لديهن إعاقات دائمة لا يمكنني علاجهن في الشمال السوري، حيث تعاني ابنتي الكبيرة فرح من إعاقة في الطرفين السفليين، بينما تعاني أختها رغد ذات الثلاثة أعوام من ضمور دماغي”. ثم يكمل حديثه قائلاً: “حاولت لسنوات إدخالهن إلى تركيا عبر المنظومة الطبية لتلقي العلاج لكن لم أستطع بسبب اعتبارهنّ حالات غير طارئة بحسب تعبيرهم، فيما أعاني حتى اليوم بشكل كبير في تأمين وتغطية احتياجاتهن الطبية بسبب غلاء العلاج وقلة الدخل”.
من خلال مشروع الاستجابة الطارئة التي تقوم به منظمة بنفسج في مخيم الزيتون استفادت العائلة من نشاط السلل الغير الغذائية الذي يعمل على توفير احتياجات الناس من المواد غير الغذائية.
لمزيد من المعلومات أو لطلبات المقابلات الصحفية، يرجى التواصل مع: [email protected]