النقد من أجل الغذاء.. نحو التعافي من آثار الزلزال
أدى الصراع في سوريا الذي طال أمده، والذي يتجه الآن إلى عامه الثاني عشر إلى تفاقم مشكلة الأمن الغذائي واحتياجات المعيشة للعديد من الأسر في جميع أنحاء البلاد، علاوة على ذلك، الحرارة المرتفعة صيفاً، وعدم كفاية الأمطار والظروف الشبيهة بالجفاف شتاءً، ومحدودية الوصول إلى المواد الزراعية وتكاليف الإنتاج الزراعي المرتفعة، تضيف طبقة من القيود على سكان هذه المناطق.
والأضرار الكبيرة التي لحقت بسبل العيش والبنية التحتية الأساسية بسبب زلزال 6 فبراير تشير إلى الحاجة إلى التدخل الطارئ مع إجراءات الصمود المستمرة.
هدف انطلاق المشروع:
يعتبر هذا المشروع هو أحد الإجراءات الطارئة للتعافي والصمود في مواجهة آثار الزلزال الذي ألحق أضراراً كبيرة بسبل العيش والبنية التحتية الأساسية في المنطقة. بالتعاون مع منظمة ” CARE ” وضمن قطاعي التعافي المبكر والاستجابة الطارئة، تأمل المنظمة دعم المجتمعات المتضررة وتقديم المساعدة اللازمة للتغلب على التحديات الحالية وتحسين أوضاع الأسر والأفراد في المناطق المنكوبة.
لماذا النقد من أجل الغذاء؟
كان الهدف من القسائم النقدية الغذائية هو تحسين الأمن الغذائي للأسر الأكثر ضعفاً المتأثرة بالزلزال في منطقة حارم، من خلال توزيع قسائم نقدية (بقيمة 65 دولاراّ) لمدة 8 أشهر، لتمكين العوائل من تلبية احتياجات الغذاء الأساسية في المنطقة المستهدفة، وعدد المستفيدين التقريبي هو 1000 شخص شهرياً.
المساعدات النقدية تلعب دوراً حيوياً في دعم الأفراد والأسر المتضررة وتحسين حياتهم، فهي تمنحهم المرونة في اختيار السلع والخدمات التي تناسب احتياجاتهم الفردية والاستجابة لظروفهم الخاصة. بالإضافة لكونها تعزز شعور المستفيدين بالكرامة والاحترام، وتعمل على تحفيز الاقتصاد المحلي، من خلال دعم الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة.
وبشكل عام، تهدف المساعدات النقدية إلى تحسين جودة حياة المستفيدين وتوفير الدعم النفسي والعاطفي لهم في ظروف صعبة وصراعات إنسانية.
بدوره يجيب الأستاذ “خالد قبش” مدير برنامج الأمن الغذائي وسبل العيش عن أهمية القسائم النقدية مقابل السلل الغذائية؟ “توزيع المبالغ النقدية هي الاستجابة الأفضل لدى الشريحة الأكبر من المستفيدين بناء على تقيم المشاريع السابقة المنفذة بهدف تحسين حالة الأمن الغذائي للعوائل، إذ أن توزيع المبالغ النقدية تعطي المستفيد الحرية الأكبر لاختيار المواد الغذائية الأكثر ضرورة، ويعمل على تنشيط الأسواق في المناطق المستهدفة، ويؤمن المحافظة على كرامة المستفيد بشكل أكبر.”
آلية اختيار المستفيدين
يركز فريق المراقبة والتقييم في بنفسج على وضع أسس ومعاير لاختيار المستفيدين من المشروع، مما يسهم في تحسين فعالية وكفاءة المشاريع الإنسانية وتحقيق أقصى استفادة من خلال الوصول للأفراء الأشد حاجة، والتركيز على المناطق الأكثر تضرراً، والفئات الأكثر ضعفًا والتي تحتاج بشكل ملح إلى الدعم الغذائي.
يتم اختيار المستفيدين هي وفق المعايير التالية:
- الأسر التي ليس لديها دخل منتظم / محدودة الدخل.
- اثنان أو أكثر من أفراد الأسرة ما لم يكن أحد كبار السن يعيش بمفرده (فوق 60).
- العائلات فقط التي تعيش في المنطقة المستهدفة.
- العائلات المستهدفة ليست من البائعين المتعاقد معهم (للقسائم).
اقرأ أيضاً
6 أشهر مرت على الزلزال.. كيف استجابت بنفسج للكارثة؟
زلزال 6 فبراير
في الساعة الرابعة و17 دقيقة صباح يوم 6 فبراير، هز زلزال مدمر بلغت قوته 7.7 درجات مناطق جنوب تركيا وشمال سوريا. ويُعتبر هذا الزلزال أقوى هزة أرضية تضرب المنطقة منذ أكثر من 80 عاماً. تأثيرات هذه الكارثة كانت وخيمة على مناطق يعتمد فيها 4.1 مليون شخص على المساعدات الإنسانية اليوم.
ووفقاً لـ مكتب تنسيق الشؤن الإنسانية، فقد أُبلغ عن أكثر من 4500 حالة وفاة، و8300 إصابة حتى تاريخ 15 فبراير في شمال غرب سوريا، تحديداً في مناطق جنديرس، وسلقين، وحارم.
ودُمر أكثر من 9600 مبنى إما جزئياً وإما بشكل كلي نتيجةً للزلزال، مما أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 11000 شخص، كما تضرر أكثر من 3 ملايين شخص في محافظة إدلب. وتزامن الزلزال مع تحديات كبيرة تواجه المنطقة، بما في ذلك المفاوضات المتعلقة بتمديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وتقليص الدعم بشكل كبير عن القطاع التعليمي والصحي، مما أدى إلى توقف أو تقليص العمل في العديد من المستشفيات والمراكز الصحية.
وحسب تقرير صادر عن اليونيسيف، منذ انتشار وباء الكوليرا، تم تسجيل حوالي 157196 حالة مشتبه بها. وتزيد مخاطر انتقال المرض بين سكان المخيمات الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى مياه الشرب النظيفة، حيث يظلون عرضة بشكل خاص للإصابة بهذا المرض الخطير.
لا يمكن تجاوز أهمية الإشارة هنا إلى حقيقة أن عدد المراكز الصحية التي تضررت جراء تداعيات الزلزال في شمال غرب سوريا بلغ 55 مركزاً. هو ما يجسد حجم التحديات التي تواجه البنية التحتية الصحية في المنطقة، ويشدد على ضرورة تقديم الدعم العاجل لإعادة تأهيل هذه المراكز واستعادة قدرتها على تقديم الخدمات الصحية الأساسية للمجتمع.
+
مبنى مدمر
+
إصابة
+
نازح
+
حالة وفاة
الساعات الأولى من الكارثة.. رائحة الموتِ في كل مكان.
انطلقت جهود البحث والإنقاذ في المناطق المتأثرة فور وقوع الزلزال، وكانت مرحلة تحمل تحدياتها الكبيرة، خاصة مع غموض حجم الكارثة الإنسانية في المنطقة، ووجود آلاف الأشخاص تحت أنقاض المباني المنهارة. امتدت عمليات البحث والإنقاذ لعدة أيام، رغم القيود المتعلقة بالمعدات المتاحة للجهود الانقاذية.
رفعت بنفسج جاهزيتها من خلال تشغيل خمسة مراكز إسعافية بالتعاون مع فريق مؤلف من 60 متطوعاً وسيارات إسعاف مجهزة في مناطق الشمال السوري المتضررة، بهدف ضمان نقل المصابين بأمان وسرعة إلى المستشفيات والمراكز الصحية. تأتي هذه الجهود ضمن إطار التزام المنظمة بالاستجابة العاجلة لأي طارئ يتطلب التحرك السريع والفعال.
بعد 8 ساعات على مرور على الكارثة، بدأت بنفسج بتجهيز خطة عاجلة للاستجابة، جُهزت مراكز الإيواء المؤقتة لاستقبال المتضررين، وتم تنظيم عمليات النقل والإخلاء باتجاه مناطق أكثر أمناً، وتلبية احتياجاتهم الأساسية، وتوفير مساحات آمنة للنساء والأطفال، وتوزيع المساعدات الغذائية على آلاف الأسر، وتجهيز مطبخ متنقل لتقديم 1000 وجبة غذائية يومياً.
مستفيد من استجابة بنفسج العاجلة
امرأة مستفيدة من الاستجابة
ثلاث أشهر على الزلزال
كانت الأشهر الأولى بعد الزلزال هي الأصعب، الرعب لا يزال يخيم على النفوس بسبب الهزات الارتدادية المتواصلة وفقدان الشعور بالأمان. مع ازدياد الاحتياجات للأفراد الذين تأثروا بالزلزال مع مرور الوقت. توسعت الجهود الإنسانية مع مرور الوقت لتشمل تلبية المزيد من الاحتياجات الملحة. تعاونت المنظمة مع المنظمات الدولية لتعزيز جهود الاستجابة المشتركة وتنفيذ مشاريع طارئة متعددة. تضمنت هذه الجهود توزيع السلل الغذائية، ودعم القطاع الصحي من خلال توفير الأدوية والاحتياجات الأساسية لتشغيل المراكز الصحية، وتعزيز مراكز الإسعاف، وتقديم دعم مالي طارئ للأسر المتضررة لتغطية احتياجاتها الأساسية.
تمكنت بنفسج من الوصول إلى أكثر من 340 ألف مستفيد من خدمات الاستجابة الطارئة. وأولت المنظمة اهتماماً خاصاً بتلبية الاحتياجات الخاصة بالنساء في هذه الظروف الصعبة. وكان عدد المستفيدات النساء من استجابتنا يصل إلى %40 من عدد المستفيدين الإجمالي.
استجابة بنفسج والتعافي المبكر
بعد مرور أشهر على الزلزال، قامت بنفسج بتعديل استراتيجيتها نحو تحقيق عمليات التعافي المبكر في المناطق التي تضررت جراء هذه الكارثة. تركزت الجهود على تقديم الدعم والمساعدة للمجتمعات المتضررة، من خلال مشاريع متعددة تستهدف البنية التحتية والاقتصاد المحلي والتعليم والصحة النفسية.
عملت المنظمة على تعزيز تطوير القدرات المحلية من خلال تمكين الأفراد للمشاركة الفعالة في تطوير مجتمعهم. حُقق ذلك من خلال مشروع “النقد مقابل العمل” الذي قدم فرص عمل لأكثر من 300 فرد خلال فترة تمتد 3 أشهر. تضمّنت هذه الفرص أعمالاً خدميةً متنوعة في إطار قطاع التعافي المبكر. وساهمت مشاركات الأفراد الفعالة بإزالة الأنقاض، وترميم المنشآت الحيوية التي تأثرت بالزلزال. كما أُولي الاهتمام أيضاً لتحسين البنية التحتية، مثل أعمال ترميم نظام الصرف الصحي لضمان توفير بيئة صحية آمنة. اقرأ المزيد
ولأجل تعزيز الأسواق في المناطق المتضررة، وتعزيز القوة الشرائية للفئات الأكثر ضعفاً، وتقليل الاعتماد على آليات المواجهة السلبية، قدمت المنظمة مساعدات نقدية متعددة الأغراض لـ 1000 أسرة. هذا المشروع له دور هام في الحفاظ على مصدر دخل مستدام للأسر المستفيدة على مدى عدة أشهر.
بالإضافة إلى ذلك، قامت بنفسج بتنفيذ مشروع “النقد مقابل الطعام”، حيث قدمت دعماً لـ 1356 أسرة بهدف تحسين الأمن الغذائي للأسر الأكثر ضعفاً. هذا المشروع يهدف إلى تمكين العوائل من تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية في المنطقة المستهدفة. تبع ذلك توزيع سلال نظافة لأكثر من ألف عائلة من العوائل المتضررة، مساهمةً في تحسين الظروف المعيشية والصحية في تلك المناطق. اقرأ المزيد
بهدف نشر ثقافة الطوارئ وإدارة الأزمات بين الشباب وإشراكهم بعمليات الاستجابة للحالات الطارئة، أطلق برنامج ” الاستجابة المشتركة” الذي هدف لتأهيل 2000 شخص في مجال الطوارئ، و200 مدرباً لنشر ثقافة التعامل مع الطوارئ وتعميمها في المجتمع؛ لمساعدته في التعامل مع الكوارث المحتملة.
ولتوفير بيئات تعليمية آمنة وعادلة للفتيات والفتيان المتضررين من الزلزال في شمال غرب سوريا. تم توفير فرص تعليم لهم في بيئات تعليمية آمنة ووقائية، مع تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للمساهمة في تعزيز صحتهم الجسدية والنفسية.
قامت المنظمة بالعمل على إصلاح وإعادة تأهيل وتجهيز 38 مدرسة في المناطق المتضررة من الزلزال بالأثاث اللازم. هذه الجهود ساهمت في إعادة فتح أبواب تلك المدارس لاستقبال الطلاب بأمان، حيث بلغ عدد الطلاب الذين استفادوا من هذه المبادرة 17,415 طالبًا.
وقد شملت جهود المنظمة “مشروع وقتي” الذي هدف لتقديم خدمات تعليمية وحماية لأكثر من 31,000 فرد من الطلاب وأسرهم والمدرسين. وتحسين البيئات التعليمية المختلفة، سواء كانت مدارس رسمية أو غير رسمية، من خلال توفير دعم تعليمي شامل وتطوير قدرات المعلمين.لتقديم فرص أفضل للطلاب للنمو والتطور.
إحصائيات عملنا منذ الزلزال وحتى الآن
عائلة مستفيدة من مشاريع قطاع سبل العيش شمال غرب سوريا منذ وقوع الزلزال.
عائلة مستفيدة من مشاريع قطاع التعليم شمال غرب سوريا منذ وقوع الزلزال.
عائلة مستفيدة من مشاريع القطاع الطبي شمال غرب سوريا منذ وقوع الزلزال.
عائلة مستفيدة من مشاريع مشاريع القطاع غير الغذائي شمال غرب سوريا منذ وقوع الزلزال.
مؤتمر العمل المشترك من أجل الاستدامة
في سياق التعافي من آثار الزلزال، آمنت بنفسج بدعم وتمكين وتبني نهج يركز على الاستجابة للمجتمع، من خلال القيام على الأدلة لتحديد أولوياتها لتلبية الاحتياجات الأساسية. وانطلاقاً من هذا نظّمت بنفسج بالتنسيق مع آكشن إيد المنطقة العربية وجامعة حلب الحرّة، مؤتمر ” العمل المشترك من أجل التعافي شمال غرب سوريا” في نهاية شهر مايو، في منطقةِ إعزاز شمال غرب سوريا. غطى المؤتمر عدِّة مسارات تدعم رؤية الشباب والنساء ودورهم في عمليّة التعافي المحلي، والعمل على تخصيص تمويلٍ للاستجابة لاحتياجاتهم، والحشد والمناصرة الشعبيّة.
توجهت بنفسج نحو تحقيق تحسينات ملموسة في حياة الأفراد من خلال تقديم الدعم اللازم لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة، وتقديم الخدمات الأساسية، وتعزيز الفرص الاقتصادية والتعليمية. لأجل تحقيق تغيير إيجابي وملموس في المجتمعات المتأثرة، لتصبح أكثر قوة واستدامة بعد تجاوز التحديات.
من هذا السياق، نُظم مؤتمر “العمل المشترك من أجل الاستدامة” بالتعاون بين منظمة بنفسج وآكشن إيد المنطقة العربية، وذلك في نهاية شهر مايو. هذا المؤتمر يأتي كجهد مشترك لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المنظمتين، بهدف تعزيز الاستدامة وتحقيق التحول الإيجابي في المناطق المتضررة.
آلية اختيار المستفيدين
يركز فريق المراقبة والتقييم في بنفسج على وضع أسس ومعاير لاختيار المستفيدين من المشروع، مما يسهم في تحسين فعالية وكفاءة المشاريع الإنسانية وتحقيق أقصى استفادة من خلال الوصول للأفراء الأشد حاجة، والتركيز على المناطق الأكثر تضرراً، والفئات الأكثر ضعفًا والتي تحتاج بشكل ملح إلى الدعم الغذائي.
يتم اختيار المستفيدين هي وفق المعايير التالية:
- الأسر التي ليس لديها دخل منتظم / محدودة الدخل.
- اثنان أو أكثر من أفراد الأسرة ما لم يكن أحد كبار السن يعيش بمفرده (فوق 60).
- العائلات فقط التي تعيش في المنطقة المستهدفة.
- العائلات المستهدفة ليست من البائعين المتعاقد معهم (للقسائم).
أن يأتي العيد إليكم .. عيد مُبارك..!
يأتي عيد الفطر على سوريا وأهلها وما تزال جراحهم تنزف , و النازحون يتحركون من مدين..
Read more1000 عائلة يتم الاستجابة لها بشكل يومي خلال رمضان من أهلنا النازحين حديثاً
مع استمرار حملات القصف الشديد الذي تتعرض له محافظتي ادلب وحماة، واستمرار حركات ال..
Read moreبنفسج مع النازحين تحت أشجار الزيتون !
تستمر منظمة بنفسج بالاستجابة الإنسانية العاجلة للنازحين من أهلنا في الشمال السوري..
Read more